﴿ إِنّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ صفة ﴿ يَوْمٍ ﴾ وعظمه مجاز عن كونه مهولاً لأنه لازم له، وكون اليوم مهولاً باعتبار هول ما فيه من العذاب فالإسناد فيه مجازي، ولا حاجة إلى جعله صفة للعذاب والجر للجوار والجملة استئناف تعليل للنهي، ويفهم إني أخاف عليكم ذلك بسبب شرككم.
قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٢)
صفة ﴿ يَوْمٍ ﴾ وعظمه مجاز عن كونه مهولاً لأنه لازم له، وكون اليوم مهولاً باعتبار هول ما فيه من العذاب فالإسناد فيه مجازي، ولا حاجة إلى جعله صفة للعذاب والجر للجوار والجملة استئناف تعليل للنهي، ويفهم إني أخاف عليكم ذلك بسبب شرككم ﴿ قَالُواْ أَجِئْتَنَا ﴾ استفهام توبيخي ﴿ لِتَأْفِكَنَا ﴾ أي لتصرفنا كما قال الضحاك من الإفك بمعنى الصرف، وقيل : أي لتويلنا بالإفك وهو الكذب ﴿ عَنْ ءالِهَتِنَا ﴾ أي عن عبادتها ﴿ فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا ﴾ من معاجلة العذاب على الشرك في الدنيا ﴿ إِن كُنتَ مِنَ الصادقين ﴾ في وعدك بنزوله بنا.
﴿ قَالَ إِنَّمَا العلم ﴾ أي بوقت نزوله أو العلم بجميع الأشياء التي من جملتها ذلك ﴿ عَندَ الله ﴾ وحده لا علم لي بوقت نزوله، والكلام كناية عن أنه لا يقدر عليه ولا على تعجيله لأنه لو قدر عليه وأراده كان له علم به في الجملة فنفى علمه به المدلول عليه بالحصر نفي لمدخليته فيه حتى يطلب تعجيله من الله عز وجل ويدعو به.
وبهذا التقرير علم مطابقة جوابه عليه السلام لقولهم :﴿ ائتنا ﴾ [ الأحقاف : ٢٢ ] فيأتيكم به في وقته المقدر له ﴿ وَأُبَلّغُكُمْ مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ ﴾ من مواجب الرسالة التي من جملتها بيان نزول العذاب إذ لم تنتهوا عن الشرك، وقرأ أبو عمرو ﴿ أُبَلّغُكُمْ ﴾ من الإبلاغ.


الصفحة التالية
Icon