وقال الفراء :
سورة ( محمد )
﴿ فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَآ أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّواْ الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَآءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَآءُ اللَّهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَاكِن لِّيَبْلُوَاْ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ﴾
قوله عز وَجل: ﴿فَضَرْبَ الرِّقَابِ...﴾.
نصب على الأمر، وَالذى نصب به مضمر، وَكذلك كل أمر أظهرَتَ فيه الأسماء، وَتركت الأفعال فانصب فيه الأسماء، وَذكر: أنه أدبٌ من الله وتعليم للمؤمنين للقتال.
وقوله: ﴿فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَآءً...﴾.
منصوب أيضاً على فعل مضمر، فإمّا أن تمنُّوا، وَإما أن تفدوا، فالمن: أنت تترك الأسير بغير فداء، وَالفداء: أن يفدىَ المأسورُ نفسه.
وقوله: ﴿حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا...﴾.
آثامها وَشركها حتى لا يبقى إِلاّ مسلم، أو مسالم. وَالهاء التي في أوزارها تكون للحرب وَأنت تعنى: أوزار أهلها، وَتكون لأهل الشرك خاصةً، كقولك: حتى تنفى الحرب أوزار المشركين.
وقوله: ﴿ذَلِكَ وَلَوْ يَشَآءُ اللَّهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ...﴾.
بملائكة غيركم، ويقال: بغير قتال: ولكن ليبلو بعضكم ببعض، المؤمن بالكافر، والكفر بالمؤمن.
وقوله: ﴿وَالَّذِينَ قَاتَلوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ...﴾.
قرأها الأعمش وعاصم وزيد بن ثابت [حدثنا محمد] حدثنا الفراء قال: حدثنى بذلك محمد بن الفضل الخراسانى عن [عطاء عن أبى] عبد الرحمن عن زيد بن ثابت: قاتَلوا، وقرأها الحسن: قُتِّلوا مشددة، وقد خففها بعضهم فقال: قُتِلوا مخفف، وكل ذلك صواب.
﴿ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ﴾
وقوله: ﴿وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ...﴾.


الصفحة التالية
Icon