"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ" بشيء من التكاليف الشّاقة المحتملة الوقوع وغير المحتملة اختبارا وامتحانا "حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ" حقيقة "وَالصَّابِرِينَ" على البلاء "وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ" (٣١) فنظهرها للناس ليعلموا كذبكم الذي تتظاهرون به مظهر الصّدق "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ" خالفوه وانشقوا عليه وتفرقوا عنه "مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً" بأفعالهم هذه، وإنما يضرون أنفسهم "وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ" (٣٢) يمحقها ويحرمهم ثوابها بحيث يمحوها من صحائف أعمالهم راجع الآية ٣٩ من سورة الرّعد الآتية "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ" (٣٣) مثل هؤلاء المنافقين بالرياء والسّمعة.
زعم بعض المؤمنين أن لا يضرهم ذنب مع الإيمان كما لا ينفع عمل مع الشّرك فنزلت هذه الآية، ولا دليل فيها لمن يرى إحباط الطّاعات بالمعاصي، لأن اللّه تعالى قال فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره الآية الأخيرة من سورة الزلزلة المارة، ولا حجة فيها لمن لا يرى إبطال النوافل بأنه إذا دخل في صلاة أو حرم تطوعا لا يجوز له إبطاله، لأن السّنة مبينة


الصفحة التالية
Icon