وقيل : هم جميع كفار قريش وقيل هم كفار أهل الكتاب وقيل هو عام فيدخل فيه كل كافر ﴿ وصدوا عن سبيل الله ﴾ يعني ومنعوا غيرهم عن الدخول في دين الله وهو الإسلام أو منعوا أنفسهم من الدخول في الإسلام ﴿ أضل أعمالهم ﴾ يعني أبطلها لأنها كانت لغير الله ومنه قوله تعالى :﴿ وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً ﴾ ﴿ والذين آمنوا وعملوا الصالحات ﴾ قال ابن عباس الذين كفروا مشركو قريش، والذين آمنوا هم الأنصار وقيل مؤمنو أهل الكتاب وقيل هو عام فيدخل فيه كل مؤمن آمن بالله ورسوله وهذا هو الأولى ليشمل جميع المؤمنين ﴿ وآمنوا بما نزل على محمد ﴾ يعني القرآن الذي أنزله الله على محمد وإنما ذكره بلفظ الاختصاص مع ما يجب من الإيمان بجميع ما جاء به رسول الله ( ﷺ ) عن الله تعظيماً لشأن القرآن الكريم وتنبيهاً على أنه لا يتم الإيمان إلا به وأكد ذلك بقوله :﴿ وهو الحق من ربهم ﴾ وقيل : معناه أن دين محمد ( ﷺ ) هو الحق لأنه ناسخ للأديان كلها ولا يرد عليه نسخ وقال سفيان الثوري في قوله ﴿ وآمنوا بما نزل على محمد ﴾ يعني لم يخالفوه في شيء ﴿ كفر عنهم سيئاتهم ﴾ يعني ستر بأيمانهم وعملهم الصالح ما كان منهم من الكفر والمعاصي لرجوعهم وتوبتهم منها فغفر لهم بذلك ما كان منهم ﴿ وأصلح بالهم ﴾ يعني حالهم وشأنهم وأمرهم بالتوفيق في أمور الدين والتسليط على أمور الدنيا بما أعطاهم من النصر على أعدائهم.


الصفحة التالية
Icon