الوجه الثاني : ههنا الممثل به محذوف غير مذكور وهو يحتمل قولين أحدهما : قال الزجاج حيث قال :﴿مَّثَلُ الجنة﴾ جنة تجري ﴿فِيهَا أَنْهَارٌ﴾ كما يقال مثل زيد رجل طويل أسمر فيذكر عين صفات زيد في رجل منكر لا يكون هو في الحقيقة إلا زيداً الثاني : من القولين هو أن يقال معناه ﴿مَّثَلُ الجنة التى وُعِدَ المتقون﴾ مثل عجيب، أو شيء عظيم أو مثل ذلك، وعلى هذا يكون قوله ﴿فِيهَا أَنْهَارٌ﴾ كلاماً مستأنفاً محققاً لقولنا مثل عجيب الوجه الثالث : الممثل به مذكور وهو قول الزمخشري حيث قال :﴿كَمَنْ هُوَ خالد فِى النار﴾ مشبه به على طريقة الإنكار، وحينئذ فهذا كقول القائل حركات زيد أو أخلاقه كعمرو، وكذلك على أحد التأويلين، إما على تأويل كحركات عمرو أو على تأويل زيد في حركاته كعمر، وكذلك على أحد التأويلين، إما على تأويل كحركات عمرو أو على تأويل زيد في حركاته كعمر، وكذلك ههنا كأنه تعالى قال : مثل الجنة كمن هو خالد في النار، وهذا أقصى ما يمكن أن يقرر به قول الزمخشري، وعلى هذا فقوله تعالى :﴿فِيهَا أَنْهَارٌ﴾ وما بعد هذا جمل اعتراضية وقعت بين المبتدأ والخبر كما يقال نظير زيد فيه مروءة وعنده علم وله أصل عمرو.
ثم قال تعالى :﴿فِيهَا أَنْهَارٌ مّن مَّاء غَيْرِ ءاسِنٍ وَأَنْهَارٌ مّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وأنهار مّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ للشاربين وأنهار مّنْ عَسَلٍ مُّصَفّىً ﴾.