وأبو عمرو.
وعيسى ﴿ وأملى ﴾ بالبناء للمفعول فلهم نائب الفاعل أي أمهلوا ومد في أعمارهم، وجوز أن يكون ضمير الشيطان والمعنى أمهل الشيطان لهم أي جعل من المنظرين إلى يوم القيامة لأجلهم ففيه بيان لاستمرار ضلالهم وتقبيح حالهم.
﴿ ذلك ﴾ إشارة إلى ما ذكر من ارتدادهم لا إلى الإملاء كما نقل عن الواحدي ولا إلى التسويل كما قيل لأن شيئاً منهما ليس مسبباً من القول الآتي، وهو مبتدأ خبره قوله تعالى :﴿ بِأَنَّهُمْ ﴾ أي بسبب أنهم ﴿ قَالُواْ ﴾ يعني المنافقين ﴿ لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ الله ﴾ هم بنو قريظة.
والنضير من اليهود الكارهين لنزول القرآن على النبي عليه الصلاة والسلام مع علمهم بأنه من عند الله تعالى حسداً وطمعاً في نزوله على أحد منهم ﴿ سَنُطِيعُكُمْ فِى بَعْضِ الأمر ﴾ أي في بعض أموركم وأحوالكم وهو ما حكي عنهم في قوله تعالى :﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين نافقوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الذين كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الكتاب لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلاَ نُطِيعُ فيكُمْ ﴾ [ الحشر : ١١ ] وقيل : في بعض ما تأمرون به كالتناصر على رسول الله ﷺ، وقيل : القائلون اليهود الكافرون به ﷺ بعد ما وجدوا نعته الشريف في كتابهم والمقول لهم المنافقون كان اليهود يعدونهم النصرة إذا أعلنوا بعداوة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقيل : القائلون أولئك اليهود والمقول لهم المشركون كانوا يعدونهم النصرة أيضاً إذا حاربوا.


الصفحة التالية
Icon