وقرأ نافع وأهل المدينة " عسِيتم " بكسر السين. وقرأ أبو عمرو والحسن وعاصم وأبو جعفر وشيبة :" عسَيتم " بفتح السين، والفتح أفصح، لأنه من عسى التي تصحبها " أن ". والمعنى : فهل عسى أن تفعلوا ﴿ إن توليتم ﴾ غير ﴿ أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ﴾، وكأن الاستفهام الداخل على عسى غير معناها بعض التغيير كما يغير الاستفهام قولك : أو لو كان كذا وكذا. وقوله :﴿ إن توليتم ﴾ معناه : إن أعرضتم عن الحق. وقال قتادة : كيف رأيتم القوم حين تولوا عن كتاب الله ألم يسفكوا الدم الحرام وقطعوا الأرحام وعصوا الرحمن.
وقرأ جمهور القراء :" إن توليتم " والمعنى : إن أعرضتم عن الإسلام. وقال كعب الأحبار ومحمد بن كعب القرظي المعنى : إن توليتم أمور الناس من الولاية، وعلى هذا قيل إنها نزلت في بني هاشم وبني أمية، ذكره الثعلبي. وروى عبد الله بن مغفل عن النبي عليه السلام :" إن وُليتم " بواو مضمومة ولام مكسورة. قرأ علي بن أبي طالب :" إن تُوُلِّيتم " بضم التاء والواو وكسر اللام المشددة على معنى : إن وليتكم ولاية الجور فملتم إلى دنياهم دون إمام العدل، أو على معنى : إن توليتم بالتعذيب والتنكيل وأفعال العرب في جاهليتها وسيرتها من الغارات والسباء، فإنما كانت ثمرتها الإفساد في الأرض وقطيعة الرحم، وقيل معناها : إن توليكم الناس ووكلكم الله إليهم.
وقرأ جمهور الناس :" وتُقطِّعوا " بضم التاء وشد الطاء المكسورة. وقرأ أبو عمرو :" وتَقطَعوا " بفتح التاء والطاء المخففة، وهي قراءة سلام ويعقوب.
وقوله تعالى :﴿ أولئك الذين لعنهم الله ﴾ إشارة إلى مرضى القلوب المذكورين. و: ﴿ لعنهم ﴾ معناه : أبعدهم. وقوله :﴿ فأصمهم وأعمى أبصارهم ﴾ استعارة لعدم سمعهم فكأنهم عمي وصم.
قوله تعالى :﴿ أفلا يتدبرون القرآن ﴾ توقيف وتوبيخ، وتدبر القرآن : زعيم بالتبيين والهدى. و: ﴿ أم ﴾ منقطعة وهي المقدرة ببل وألف الاستفهام.


الصفحة التالية
Icon