وفرس ضاغن : لا يعطي ما عنده من الجري إلا بالضرب.
والمعنى : أم حسبوا أن لن يظهر الله عداوتهم وحقدهم لأهل الإسلام.
﴿ وَلَوْ نَشَآءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ ﴾ أي لعرّفناكهم.
قال ابن عباس : وقد عرّفه إياهم في سورة "براءة".
تقول العرب : سأريك ما أصنع ؛ أي سأعلمك ؛ ومنه قوله تعالى :﴿ بِمَآ أَرَاكَ الله ﴾ [ النساء : ١٠٥ ] أي بما أعلمك.
﴿ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ﴾ أي بعلاماتهم.
قال أنس : ما خفي على النبيّ ﷺ بعد هذه الآية أحد من المنافقين ؛ كان يعرفهم بسيماهم.
وقد كنا في غزاة وفيها سبعة من المنافقين يشك فيهم الناس، فأصبحوا ذات ليلة وعلى جبهة كل واحد منهم مكتوب "هذا منافق" فذلك سيماهم.
وقال ابن زيد : قدر الله إظهارهم وأمر أن يخرجوا من المسجد فأبوا إلا أن يتمسكوا بلا إله إلا الله، فحقنت دماؤهم ونكحوا وأنكحوا بها.
﴿ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ القول ﴾ أي في فحواه ومعناه.
ومنه قول الشاعر :
وخير الكلام ما كان لَحْنَا...
أي ما عُرف بالمعنى ولم يُصَرَّح به.
مأخوذ من اللحن في الإعراب، وهو الذهاب عن الصواب، ومنه قول النبيّ ﷺ :" إنكم تختصمون إليّ ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض " أي أذهب بها في الجواب لقوّته على تصريف الكلام.
أبو زيد : لَحَنْت له ( بالفتح ) أَلْحَنُ لَحْناً إذا قُلْتَ له قَوْلاً يفهمه عنك ويَخْفَى على غيره.
ولَحِنَه هو عَنّي ( بالكسر ) يلحنه لَحْناً أي فهمه.
وألحنته أنا إياه، ولاحنت الناس فاطنتهم ؛ قال الفَزارِيّ :
وحدِيثٍ ألَذُّه هو مما...
يَنْعَت النَّاعِتُون يُوزَن وزْنَا
منطِقٌ رائعٌ وتَلْحَنُ أحيا...
ناً وخير الحديث ما كان لحنَا
يريد أنها تتكلم ( بشيء ) وهي تريد غيره، وتُعَرِّض في حديثها فتزيله عن جهته من فطنتها وذكائها.
وقد قال تعالى :﴿ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ القول ﴾.
وقال القَتّال الكِلاَبِيّ :


الصفحة التالية
Icon