وقال البقاعى :
﴿من شعائر الله﴾ أي أعلام دين الملك الأعلى الذي دان كل شيء لجلاله. وقال الحرالي : وهي أي الشعائر ما أحست به القلوب من حقه، وقال : والشعيرة ما شعرت به القلوب من أمور باطنة ﴿ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب﴾ [الحج : ٣٢] وإنما ذكرها تعالى بالشعائر وعملها معلم من معالم الإسلام وحرمة من حرم الله لما كان حكم في أمر القلوب التي كان في ضمائرها تحرجهم فمن حيث ذكرها بالشعيرة صححها الإخلاص والنية. أ هـ
﴿نظم الدرر حـ ١ صـ ٢٨٥﴾
قوله تعالى ﴿فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا﴾
﴿البيت﴾ ذكر البيت في الحج والمسجد الحرام في التوجه لانتهاء الطواف إلى البيت واتساع المصلى من حد المقام إلى ما وراءه لكون الطائف منتهياً إلى البيت وكون المصلي قائماً بمحل أدب يؤخره عن منتهى الطائف مداناة البيت، وذكره تعالى بكلمة " من " المطلقة المستغرقة لأولي العقل تنكباً بالخطاب عن خصوص المتحرجين، ففي إطلاقه إشعار بأن الحج لا يمنعه شيء مما يعرض في مواطنه من مكروه الدين لاشتغال الحاج بما هو فيه عما سواه، ففي خفي فقهه إعراض الحاج عن مناكر تلك المواطن التي تعرض فيها بحسب الأزمان والأعصار، ويؤكد ذلك أن الحج آية الحشر وأهل الحشر
﴿لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه﴾ [عبس : ٣٧] فكذلك حكم ما هو آيته ؛ وحج البيت إتيانه في خاتمة السنة من الشهور الذي هو شهر ذي الحجة أنه ختم العمر، كما كان النبي ـ ﷺ ـ حيث ختم الله سبحانه وتعالى عمره بعمل الحج ؛ قال سبحانه وتعالى ﴿أو اعتمر﴾ فذكر العمرة مع الحج لما كان الطواف بين الصفا والمروة من شعائر العملين. أ هـ
﴿نظم الدرر حـ ١ صـ ٢٨٥﴾