أن الرهبة طول الخوف واستمراره ومن ثم قيل للراهب راهب لأنه يديم الخوف وأصله من قولهم جمل رهب إذا كان طويل العظام مشبوح الخلق والرهابة العظم الذي على رأس المعدة يرجع إلى هذا وقال علي بن عيسى : الرهبة خوف وقع على شريطة لا مخافة، والشاهد أن نقيضها الرغبة وهي السلامة من المخاوف مع حصول فائدة، والخوف مع الشك بوقوع الشرر والرهبة مع العلم به يقع على شريطة كذا وإن لم تكن الشريطة لم تقع.
الفرق بين الخوف والهلع والفزع
أن الفزع مفاجاة الخوف عند هجوم غارة أو صوت هدة وما أشبه ذلك وهو انزعاج القلب بتوقع مكروه عاجل وتقول فزعت منه فتعدية بمن وخفته فتعدية بنفسه فمعنى خفتة أي هو نفسه خوفي ومعنى فزعت منه أي هو ابتداء فزعي بنفسه فمعنى خفته أي هو نفسه خوفي ومعنى فزعت منه أي هو ابتداء فزعي لأن [من] لابتداء الغاية وهو يؤكد ما ذكرناه
وأما الهلع فهو أسوأ الجزع، وقيل الهلوع على ما فسره الله تعالى في قوله تعالى (إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا) ولا يسمى هلوعا حتى تجمع فيه هذه الخصال
الفرق بين الخوف والهول
أن الهول مخافة الشيء لا يدري على ما يقحم عليه منه كهول الليل وهول البحر وقد هالني الشيء وهو هائل ولا يقال أمر مهول أن الشاعر في بيت من الخفيف
( ومهول من المناهل وحش
ذي عراقيب آجن مدفان )
وتفسير المهول أن فيه هولا والعرب إذا كان الشيء أنشى ء له يخرجونه على فاعل كقولهم دارع وإذا كان الشيء أنشى ء فيه أخرجوه على مفعول مثل محبون فيه ذلك ومديون عليه ذلك وهذا قول الخليل
الفرق بين الخوف والوجل


الصفحة التالية
Icon