قال مجاهد رجعوا من الحديبية ثم فتح الله عليهم خيبر ٣١ - وقوله جل وعز (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود) (آية ٢٩) قال سعيد بن جبير ذلك اثر الطهور وثرى الأرض وقال عكرمة هو أثر التراب
قال ابن وهب أخبرني مالك في قوله تعالى (سيماهم في وجوههم) قال هو ما يتعلق بالجهة من تراب الأرض فهذا قول وقال مجاهد إنما هو الخشوع والتواضع وليس للمنافق هذا وقال الحسن بياض يكون في الوجه يوم القيامة وقال عطية موضع الجبهة يوم القيامة اشد بياضا من سائر الوجه وقال الضحاك هذا يوم القيامة تبدو صلاتهم على
وجوههم وقال شمر بن عطية هو تهيج الوجه وصفرته من سهر الليل وقال فتادة نعتوا بالصلاة اي يعرفون بالصلاة
٣٢ - ثم قال جل وعز (ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه) (آية ٢٩) روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (مثلهم) يعني نعتهم (في التوراة والإنجيل) أي مكتوب فيهما وقال قتادة فيما تقدم مثلهم في التوراة ولهم مثل آخر في الإنجيل وهو (كزرع أخرج شطأه) قال الضحاك هما مثلان فالأول في التوراة والثاني في الإنجيل وقال مجاهد هما مثل واحد والتمام على قول مجاهد (في الإنجيل)
٣٣ - ثم قال جل وعز (كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه) (آية ٢٩) (كزرع) أي هم كزرع (اخرج شطأه) روى حميد عن أنس قال نباته فروخه قال أبو عبيدة يقال أشطأ الزرع إذا خرجت فراخه قال الفراء الحبة تخرج العشر والسبع والثماني من السنبل
ثم قال تعالى (فآزره) قال مجاهد أي شدده وأعانه