وقال بيان الحق الغزنوى :
سورة الفتح
(إنا فتحنا) [١] صلح الحديبية، وعده الله فتح مكة عند انكفائه منها. وقال ابن بحر: هو فتح المشكلات عليه في الدين، كقوله: (وعنده مفاتح الغيب). (ليغفر لك الله) [٢] ليس الفتح [كان] ليغفر له، بل لينصره نصراً عزيزاً، ولكنه لما عد عليه هذه النعمة وصله بما هو أعظم النعم.
(ما تقدم من ذنبك) ما كان قبل الفتح. وقيل: قبل البعثة. وقيل: ما تقدم قبل نزول هذه الآية، (وما تأخر) بعدها. وقيل: إن المراد بما تأخر: ذنوب أمته، كما تقول: وهبت لك هذه جرائم، وهي جرائم عشيرته. (أنزل السكينة) [٤] قيل: هي الثقة بوعد الله، والصبر على أمر الله. (ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم) يقيناً مع يقينهم. وقيل: عملاً مع تصديقهم. (ولله جنود السموات والأرض) [٧]
أي: لو شاء نصركم بها عاجلاً، ودمر على من منعكم الحرم، لكنه أنزل السكينة عليكم، ليكون ظهور كلمته بجهادكم، وثوابه لكم. (وتسبحوه) [٩] تنزهوه من كل ذم وعيب. وقيل: تصلوا عليه. وقيل: توقروا الرسول وتسبحوا الله. (إنما يبايعون الله) [١٠] هذه بيعة الرضوان بالحديبية، بايعوه على أن ينصروه ولا يفروا، وسميت بيعة، لقوله: (إن الله اشترى من المؤمنين)، ولأنها في التواجب كالبيع. (يد الله) أي: في الثواب، (فوق أيديهم) في النصر.
(سيقول لك المخلفون من الأعراب) [١١] لما أراد النبي عليه السلام المسير إلى مكة عام الحديبية، استنفر من حول المدينة من الأعراب احتراساً/من قريش. (ستدعون إلى قوم) [١٦] يدعوكم المؤمنون بعد النبي. (أولي بأس شديد) الروم وفارس عن الحسن، وبنو حنيفة مع مسيلمة عن الزهري.


الصفحة التالية
Icon