" فصل "
قال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
( بصيرة فى.. إنا فتحنا لك فتحا مبينا )
السّورة مدنيّة إِجماعاً.
آياتها تسع وعشرون.
وكلماتها خمسمائة وستّون.
وحروفها أَلفان وأَربعمائة وثمان وثلاثون.
وفواصل آياتها على الأَلف.
وسميت سورة الفتح ؛ لقوله :﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً﴾.
معظم مقصود السّورة ؛ وَعْد الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالفتح والغفران، وإِنزال السَّكِينة على أَهل الإِيمان، وإِيعاد المنافقين بعذاب الجحيم، ووعد المؤمنين بنعيم الجِنَان، والثناءُ على سيّد المرسلين، وذكر العهد، وبَيْعة الرّضوان، وذكر ما للمنافقين من الخِذلان، وبيان عُذْر المعذورين، والمنَّة على الصّحابة بعدم الظفر عليهم من أَهل مكة ذوى الطغيان، وصدق رؤيا سيّد المرسلين على حَقِّية الرّسالة، وشهادة الملِك الدّيّان، وتمثيل حال النبىّ والصّحابة بالزَّرع والزُّرَّاع فى البهجة والنضارة وحسن الشان.
والسّورة خالية عن المنسوخ.
المتشابهات :
قوله :﴿وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً﴾ وبعد :﴿عَزِيزًا حَكِيماً﴾ لأَنَّ الأَوّل متَّصل بإِنزال السّكينة، وازدياد إِيمان المؤمنين، (وكان) الموضع علم وحكمة.
وقد تقدّم ما اقتضاه الفتح عند قوله :﴿وَيَنْصُرُكَ اللَّهُ﴾ وأَمَّا الثانى والثالث الذى بعد فمتصلان بالعذاب والغضب وسلب الأَموال والغنائم (وكان الموضع) موضع عِزّ وغلبة وحكمة.
قوله :﴿قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُمْ مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ
ضَرّاً﴾
، وفى المائدة :﴿فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ﴾ زاد فى هذه السّورة (لكم) لأَنَّ ما فى هذه السّورة نزلت فى قوم بأَعيانهم وهم المخلَّفون، وما فى المائدة عامّ لقوله :﴿أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً﴾.


الصفحة التالية
Icon