للسلطان ويلزمه الوفاء بها وبكل عهد ألزم نفسه به، راجع الآية ٩٢ من سورة النّحل في ج ٢ وما ترشدك إليه.
وتسمى هذه البيعة بيعة الرّضوان لابتداء الآية بقوله تعالى (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ) إلخ كما سيأتي بعد في هذه السّورة، والمبايعة مع الرّسول مبايعة مع اللّه تعالى، كما أن المبايعة مع السّلطان المسلم مبايعة مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم،
قال تعالى "سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ" من غفار ومزينه وجهينة وأشجع وأسلم، وذلك حين رجوعه من غزوته هذه إلى المدينة، أي غزوة الحديبية معتذرين من تخلفهم عن الذهاب معه، وهذا من الإخبار بالغيب أيضا لأن هذه الآيات نزلت في الطّريق قبل وصوله المدينة وتقدم المعتذرين لحضرته بالاعتذار وهو قولهم لك إنا لم نتخلف عنك كلا ولا جبنا ولا لأمر آخر وإنما "شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا" عن استصحابك إذ ليس لنا من يخلفنا عليهم ويقوم بأمورهم فيكون خليفتنا فيهم "فَاسْتَغْفِرْ لَنا" يا رسول اللّه، لانا معترفون بالإساءة والتقصير مع عذرنا هذا راجع الآية ٦٤ من سورة النّساء المارة، فأكذبهم اللّه بقوله "يَقُولُونَ" لك يا أكمل الرّسل هذا القول "بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ"


الصفحة التالية
Icon