وفي هذه الآية ردّ لقول الرّوافض بأنهم كفروا بعد وفاته صلّى اللّه عليه وسلم فحاشا ثم حاشا، وهل يعد اللّه هذه المغفرة والأجر إلّا لأوليائه الّذين ثبتوا على ما عاهدوا اللّه عليه وماتوا على ما واثقوا رسوله به، راجع الآية ١٠ من سورة الحشر المارة تقف على ما يتعلق في هذا البحث.
أما ارتداد من لم يتمكن الإيمان في قلوبهم ولم تتشربه جوارحهم عند وفاته صلّى اللّه عليه وسلم ولا يكون دليلا لقولهم، كيف وقد أخبر رسول اللّه عنهم فيما أخرجه الترمذي عن عبد الرحمن بن عرف أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال أبو بكر في الجنّة وعمر في الجنّة وعثمان بن عفان في الجنّة وعلي بن أبي طالب في الجنّة وطلحة في الجنّة والزبير في الجنّة وعبد الرّحمن
ابن عوف في الجنّة وسعد بن أبي وقاص في الجنّة وسعد بن زيد في الجنّة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنّة.
وأخرج عن سعيد بن زيد مثله وقال هذا أصح من الأوّل وعن أنس بن مالك قال قال صلّى اللّه عليه وسلم أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في أمر اللّه عمر وأشدهم حياء عثمان وأقضاهم علي وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل وأفرضهم زيد بن ثابت وأقرأهم أبيّ بن كعب، ولكل قوم أمين وأمين هذه الأمة عبيدة بن الجراح، وما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر أشبه عيسى في ورعه، قال عمر فتعرف له ذلك يا رسول اللّه ؟ قال نعم - أخرجه الترمذي في موضعين - وروى البخاري عن أنس أن رسول اللّه صلّى الله


الصفحة التالية
Icon