إليها العصي وهو الذي سكونه إلى المعصية والمخالفة لعدم سكينة الإيمان في قلبه صار سكونه إليها عوض سكونه إلى الشهوات والمخالفات فإنه قد وجد فيها مطلوبه وهو اللذة التي كان يطلبها من المعصية ولم يكن له ما يعيضه عنها فإذا نزلت عليه السكينة اعتاض بذلتها وروحها ونعيمها عن لذة المعصية فاستراحت بها نفسه وهاج إليها قلبه ووجد فيها من الروح والراحة واللذة ما لا نسبة بينه وبين اللذة الجسمانية النفسانية فصارت لذته روحانية قلبية بعد أن كانت جسمانية فانسلب منها وحبس عنها وخلصته فإذا تألقت بروقها قال:
تألق البرق نجديا فقلت له | يا أيها البرق إني عنك مشغول |
طرقتك صائدة القلوب وليس ذا | وقت الزيارة فارجعي بسلام |
قالت وقد عزمت على ترحالها
ماذا تريد فقلت أن لا ترجعي
فإذا باشرت هذه السكينة قلبه سكنت خوفه وهو قوله: يسكن إليها الخائف وسلت حزنه فإنها لا حزن معها فهي سلوة المحزون ومذهبة الهموم والغموم وكذلك تذهب عنه وخم ضجره وتبعت نشوة العزم وحالت بينه وبين الجرأة على مخالفة الأمر وبين إباء النفس والانقياد إليه والله أعلم
فصل قال: وأما سكينة الوقار التي نزلها نعتا لأربابها: فإنها ضياء
تلك السكينة الثالثة التي ذكرناها وهي على ثلاث درجات الدرجة الأولى: سكينة الخشوع عند القيام للخدمة: رعاية وتعظيما وحضورا