سكينة الوقار هي نوع من السكينة ولكن لما كانت موجبة للوقار سماها الشيخ رحمه الله سكينة الوقار وقوله: نزلها نعتا يعني نزلها الله تعالى في قلوب أهلها ونعتهم بها وقوله: فإنها ضياء تلك السكينة الثالثة التي ذكرناها أي نتيجتها وثمرتها وعنها نشأت كما أن الضياء عن الشمس حصل ولما كان النور والحياة والقوة التي ذكرناها مما يثمر الوقار: جعل سكينة الوقار كالضياء لتلك السكينة إذ هو علامة حصولها ودليل عليها كدلالة الضياء على حامله قوله: الدرجة الأولى: سكينة الخشوع عند القيام للخدمة يريد به الوقار والخشوع الذي يحصل لصاحب مقام الإحسان
ولما كان الإيمان موجبا للخشوع وداعيا إليه قال الله تعالىطرقتك صائدة القلوب وليس ذا
وقت الزيارة فارجعي بسلام
فإذا ودعته وعزمت على الرحيل ووعدته بالموافاة بقول الآخر:
قالت وقد عزمت على ترحالها
ماذا تريد فقلت أن لا ترجعي
فإذا باشرت هذه السكينة قلبه سكنت خوفه وهو قوله: يسكن إليها الخائف وسلت حزنه فإنها لا حزن معها فهي سلوة المحزون ومذهبة الهموم والغموم وكذلك تذهب عنه وخم ضجره وتبعت نشوة العزم وحالت بينه وبين الجرأة على مخالفة الأمر وبين إباء النفس والانقياد إليه والله أعلم
فصل قال: وأما سكينة الوقار التي نزلها نعتا لأربابها: فإنها ضياء
تلك السكينة الثالثة التي ذكرناها وهي على ثلاث درجات الدرجة الأولى: سكينة الخشوع عند القيام للخدمة: رعاية وتعظيما وحضورا