وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ﴿ لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق ﴾ إلى آخر الآية. قال : قال النبي ﷺ لهم :" إني قد رأيت أنكم ستدخلون المسجد الحرام محلقين رؤوسكم ومقصرين " فلما نزلت بالحديبية ولم يدخل ذلك العام طعن المنافقون في ذلك، فقال الله ﴿ لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق ﴾ إلى قوله ﴿ لا تخافون ﴾ أي لم أره أنه يدخله هذا العام، وليكونن ذلك، ﴿ فعلم ما لم تعلموا ﴾ قال : رده لمكان من بين أظهرهم من المؤمنين والمؤمنات وأخره ليدخل الله في رحمته من يشاء ممن يريد الله أن يهديه ﴿ فجعل من دون ذلك فتحاً قريباً ﴾ قال : خيبر حين رجعوا من الحديبية فتحها الله عليهم، فقسمها على أهل الحديبية كلهم إلا رجلاً واحداً من الأنصار يقال له أبو دجانة سماك بن خرشة كان قد شهد الحديبية وغاب عن خيبر.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء قال : خرج النبي ﷺ معتمراً في ذي القعدة معه المهاجرون والأنصار حتى أتى الحديبية، فخرجت إليه قريش، فردوه عن البيت حتى كان بينهم كلام وتنازع حتى كاد يكون بينهم قتال، فبايع النبي ﷺ أصحابه وعدتهم ألف وخمسمائة تحت الشجرة، وذلك يوم بيعة الرضوان، فقاضاهم النبي ﷺ، فقالت قريش : نقاضيك على أن تنحر الهدي مكانه وتحلق وترجع، حتى إذا كان العام المقبل نخلي لك مكة ثلاثة أيام، ففعل، فخرجوا إلى عكاظ فأقاموا فيها ثلاثة أيام واشترطوا عليه أن لا يدخلها بسلاح إلا بالسيف، ولا يخرج بأحد من أهل مكة إن خرج معه، فنحر الهدي مكانه وحلق ورجع حتى إذا كان في قابل من تلك الأيام دخل مكة، وجاء بالبدن معه، وجاء الناس معه، فدخل المسجد الحرام فأنزل الله عليه ﴿ لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين ﴾ وأنزل عليه