وقد روى ابن وهب عن مالك "سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ" ذلك مما يتعلق بجباههم من الأرض عند السجود ؛ وبه قال سعيد بن جبير.
وفي الحديث الصحيح عن النبيّ ﷺ : صلى صبيحة إحدى وعشرين من رمضان وقد وَكَفَ المسجد وكان على عريش ؛ فانصرف النبيّ ﷺ من صلاته وعلى جبهته وأرنبته أثر الماء والطين.
وقال الحسن : هو بياض يكون في الوجه يوم القيامة.
وقاله سعيد بن جبير أيضاً، ورواه العَوْفي عن ابن عباس، قاله الزهري.
وفي الصحيح عن رسول الله ﷺ من حديث أبي هريرة، وفيه :" حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد وأراد أن يُخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار مَن كان لا يشرك بالله شيئاً ممن أراد الله أن يرحمه ممن يقول لا إله إلا الله فيعرفونهم في النار بأثر السجود تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود حرّم الله على النار أن تأكل أثر السجود "
وقال شهر بن حَوشب : يكون موضع السجود من وجوههم كالقمر ليلة البدر.
وقال ابن عباس ومجاهد : السيما في الدنيا وهو السَّمْت الحسن.
وعن مجاهد أيضاً ؛ هو الخشوع والتواضع.
قال منصور : سألت مجاهداً عن قوله تعالى :﴿ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ ﴾ أهو أثر يكون بين عيني الرجل؟ قال لا ؛ ربما يكون بين عيني الرجل مثل رُكْبة العنز وهو أقسى قلباً من الحجارةا ولكنه نور في وجوههم من الخشوع.
وقال ابن جُريج : هو الوقار والبهاء.
وقال شَمِر بن عطية : هو صفرة الوجه من قيام الليل.
قال الحسن : إذا رأيتهم حسبتهم مرضى وما هم بمرضى.
وقال الضحاك : أمَا إنه ليس بالنَّدْب في وجوههم ولكنه الصفرة.
وقال سفيان الثَّوْرِيّ : يصلّون بالليل فإذا أصبحوا رؤي ذلك في وجوههم ؛ بيانه قوله ﷺ :" من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار " وقد مضى القول فيه آنفاً.


الصفحة التالية
Icon