وفي البَزّار عن جابر مرفوعاً صحيحاً :" إن الله اختار أصحابي على العالمين سِوى النبيّين والمرسلين واختار لي من أصحابي أربعة يعني أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً فجعلهم أصحابي " وقال :" في أصحابي كلِّهم خير " وروى عُوَيم بن ساعدة قال : قال رسول الله ﷺ :" إن الله عزّ وجل اختارني واختار لي أصحابي فجعل لي منهم وزراء وأختاناً وأصهاراً فمن سَبَّهم فعليه لعنة الله والملائكة والناسِ أجمعين ولا يقبل الله منه يوم القيامة صَرْفاً ولا عَدْلاً " والأحاديث بهذا المعنى كثيرة، فَحذَارِ من الوقوع في أحد منهم، كما فعل مَن طعن في الدين فقال : إن الْمُعَوِّذَتَيْن ليستا من القرآن، وما صحّ حديث عن رسول الله ﷺ في تثبيتهما ودخولهما في جملة التنزيل إلا عن عقبة بن عامر، وعقبة بن عامر ضعيف لم يوافقه غيره عليها، فروايته مطّرحة.
وهذا ردّ لما ذكرناه من الكتاب والسنّة، وإبطال لما نقلته لنا الصحابة من المِلّة.
فإن عقبة بن عامر بن عيسى الجُهَني ممن روى لنا الشريعة في الصحيحين البخاري ومسلم وغيرهما، فهو ممن مدحهم الله ووصفهم وأثنى عليهم ووعدهم مغفرة وأجراً عظيماً.
فمن نسبه أو واحداً من الصحابة إلى كذب فهو خارج عن الشريعة، مبطل للقرآن طاعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومتى ألحِق واحد منهم تكذيباً فقد سُبّ ؛ لأنه لا عار ولا عَيْب بعد الكفر بالله أعظمُ من الكذب، وقد لعن رسول الله ﷺ من سَبّ أصحابه ؛ فالمكذّب لأصغرهم ولا صغير فيهم داخلٌ في لعنة الله التي شهد بها رسول الله ﷺ، وألزمها كلّ مَن سب واحداً من أصحابه أو طعن عليه.


الصفحة التالية
Icon