وقرأ الجمهور : شطأه، بإسكان الطاء والهمزة ؛ وابن كثير، وابن ذكوان : بفتحهما ؛ وكذلك : وبالمدّ، أبو حيوة وابن أبي عبلة وعيسى الكوفي ؛ وبألف بدل الهمزة، زيد بن علي ؛ فاحتمل أن يكون مقصوراً، وأن يكون أصله الهمز، فنقل الحركة وأبدل الهمزة ألفاً.
كما قالوا في المرأة والكمأة : المراة والكماة، وهو تخفيف مقيس عند الكوفيين، وهو عند البصريين شاذ لا يقاس عليه.
وقرأ أبو جعفر : شطه، بحذف الهمزة وإلقاء حركتها على الطاء.
ورويت عن شيبة، ونافع، والجحدري، وعن الجحدري أيضاً : شطوه بإسكان الطاء وواو بعدها.
وقال أبو الفتح : هي لغة أو بدل من الهمزة، ولا يكون الشط إلا في البر والشعير، وهذه كلها لغات.
وقال صاحب اللوامح : شطأ الزرع وأشطأ، إذا أخرج فراخه، وهو في الحنطة والشعير وغيرهما.
وقرأ ابن ذكوان : فأزره ثلاثياً ؛ وباقي السبعة : فآزره، على وزن أفعله.
وقرىء : فازّره، بتشديد الزاي.
وقول مجاهد وغيره : آزره فاعله خطأ، لأنه لم يسمع في مضارعه إلا يؤزر، على وزن يكرم ؛ والضمير المنصوب في آزره عائد على الزرع، لأن الزرع أول ما يطلع رقيق الأصل، فإذا خرجت فراخه غلظ أصله وتقوى، وكذلك أصحاب رسول الله ( ﷺ ) كانوا أقلة ضعفاء، فلما كثروا وتقووا قاتلوا المشركين.
وقال الحسن : آزره : قواه وشدّ أزره.
وقال السدي : صار مثل الأصل في الطول.
﴿ فاستغلظ ﴾ : صار من الرقة إلى الغلظ.
﴿ فاستوى ﴾ : أي تم نباته.
﴿ على سوقه ﴾ : جمع ساق، كناية عن أصوله.
وقرأ ابن كثير : على سؤقه بالهمز.
قيل : وهي لغة ضعيفة يهمزون الواو الذي قبلها ضمة، ومنه قول الشاعر :
أحب المؤقدين إليّ مؤسي...
﴿ يعجب الزراع ﴾ : جملة في موضع الحال ؛ وإذا أعجب الزراع، فهو أحرى أن يعجب غيرهم لأنه لا عيب فيه، إذ قد أعجب العارفين بعيوب الزرع، ولو كان معيباً لم يعجبهم، وهنا تم المثل.


الصفحة التالية
Icon