* ت * : واعلم أَنَّ اللَّه سبحانه جعل حُسْنَ الثناء علامةً على حسن عُقْبَى الدار، والكون في الجنة مع الأبرار، جاء بذلك صحيح الآثار عن النبي المختار ؛ ففي «صحيح البخاريِّ » «ومسلم» عن أنس قالَ :" مَرُّوا بِجَنَازَةٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْراً، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ : وَجَبَتْ، ثُمَّ مَرُّوا بأخرى فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ : وَجَبَتْ، فَقَالَ عُمَرُ : مَا وَجَبَتْ؟ فَقَالَ : هَذا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْراً فَوَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ، وَهَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ في الأَرْضِ "، انتهى، ونقل صاحب «الكوكب الدُّرِّيِّ» من مسند البَزَّارِ عنِ النبيِّ ﷺ أَنَّه قال :" يُوشِكُ أَنْ تَعْرِفُوا أَهْلَ الجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِمَ؟ قَالَ : بالثَّنَاءِ الحَسَنِ وَالثَّنَاءِ السَّيِّىءِ "، انتهى، ونقله صاحب كتاب «التشوُّف إلى رجال التصوُّف» وهو الشيخ الصالح أبو يعقوب يوسف بن يحيى التالي، عن ابن أبي شيبةَ، ولفظه : وخَرَّجَ أبو بكر بن أبي شيبةَ أَنَّهُ قال ﷺ في خُطْبَتِهِ :" تُوشِكُوا أَنْ تَعْرِفُوا أَهْلَ الجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، أَوْ قَالَ : خِيَارَكُمْ مِنْ شِرَارِكُمْ، قَالُوا : بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ : بِالثَّنَاءِ الحَسَنِ، وَبِالثَّنَاءِ السَّيِّىءِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ " ومن كتاب «التشوُّف» قال : وخَرَّجَ البزَّارُ عن أنس قال :" قيل : يا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَهْلُ الجَنَّةِ؟ قال : مَنْ لاَ يَمُوتُ حتى تُمْلأَ مَسَامِعُهُ مِمَّا يُحِبُّهُ، قِيلَ : فَمَنْ أَهْلُ النَّارِ؟ قَالَ : مَنْ لاَ يَمُوتُ حَتَّى تُمْلأَ مَسَامِعُهُ مِمَّا يَكْرَهُ "