﴿ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُمْ مّنَ الله شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً ﴾ أي إن هاتيك العوائق والعلائق لا تجديكم شيئاً ﴿ بَلْ كَانَ الله بِمَا تَعْلَمُونَ خَبِيراً ﴾ [ الفتح : ١١ ] فيجازيكم عليها حسبما تقتضي الحكمة ﴿ بَلْ ظَنَنْتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرسول والمؤمنون إلى أَهْلِيهِمْ ﴾ بل حسبتم أن لا يرجع العقل والقوى الروحانية من السالكين السائرين إلى جهاد النفس وطلب مغانم التجليات والانس إلى ما كانوا عليه من ادراك المصالح وتدبير حال المعاش وما تقتضيه هذه النشأة ﴿ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السوء ﴾ بالله تعالى وشؤنه عز وجل ﴿ وَكُنتُمْ ﴾ في نفس الأمر ﴿ قَوْماً بُوراً ﴾ [ الفتح : ١٢ ] هالكين في مهالك الطبيعة وسوء الاستعداد ﴿ سَيَقُولُ المخلفون إِذَا انطلقتم إلى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ﴾ وهي مغانم التجليات ومواهب الحق لأرباب الحضرات ﴿ ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ ﴾ دعونا نسلك مسلككم لتنال منالكم ﴿ يُرِيدُونَ أَن يُبَدّلُواْ كلام الله ﴾ في حقهم من حرمانهم المغانم لسوء استعدادهم ﴿ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ الله ﴾ حكم وقضى ﴿ مِن قَبْلُ ﴾ إذ كنتم في عالم الأعيان الثابتة ﴿ فَسَيَقُولُونَ ﴾ منكرين لذلك ﴿ بَلْ تَحْسُدُونَنَا ﴾ ولهذا تمنعوننا عن الاتباع