وقال مجاهد : هو الخشوع والتواضع، وبالأوّل - أعني : كونه ما يظهر في الجباه من كثرة السجود - قاله سعيد بن جبير، ومالك.
وقال ابن جريح : هو الوقار.
وقال الحسن : إذا رأيتهم مرضى وما هم بمرضى، وقيل : هو البهاء في الوجه وظهور الأنوار عليه، وبه قال سفيان الثوري، والإشارة بقوله :﴿ ذلك ﴾ إلى ما تقدّم من هذه الصفات الجليلة، وهو مبتدأ، وخبره قوله :﴿ مَثَلُهُمْ فِى التوراة ﴾ أي : وصفهم الذي وصفوا به في التوراة، ووصفهم الذي وصفوا به ﴿ فِى الإنجيل ﴾ وتكرير ذكر المثل لزيادة تقريره، وللتنبيه على غرابته، وأنه جار مجرى الأمثال في الغرابة ﴿ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ ﴾ إلخ، كلام مستأنف، أي : هم كزرع إلخ، وقيل : هو تفسير لذلك على أنه إشارة مبهمة لم يرد به ما تقدّم من الأوصاف، وقيل : هو خبر لقوله :﴿ وَمَثَلُهُمْ فِى الإنجيل ﴾ أي : ومثلهم في الإنجيل كزرع.
قال الفراء : فيه وجهان : إن شئت قلت ذلك مثلهم في التوراة، ومثلهم في الإنجيل يعني : كمثلهم في القرآن، فيكون الوقف على الإنجيل، وإن شئت قلت ذلك مثلهم في التوراة، ثم تبتدىء ومثلهم في الإنجيل كزرع.
قرأ الجمهور :﴿ شطأه ﴾ بسكون الطاء، وقرأ ابن كثير، وابن ذكوان بفتحها، وقرأ أنس، ونصر بن عاصم، ويحيى بن وثاب :﴿ شطاه ﴾ كعصاه.
وقرأه الجحدري، وابن أبي إسحاق :( شطه ) بغير همزة، وكلها لغات، قال الأخفش والكسائي :﴿ شطأه ﴾ أي : طرفه.
قال الفراء : شطأ الزرع فهو مشطىء : إذا خرج.
قال الزجاج :﴿ أَخْرَجَ شَطْأَهُ ﴾ أي : نباته.
وقال قطرب : الشطأ : سوى السنبل، وروي عن الفراء أيضاً أنه قال : هو السنبل، وقال الجوهري : شطأ الزرع والنبات، والجمع أشطاء، وقد أشطأ الزرع : خرج شطؤه ﴿ فَآزَرَهُ ﴾ أي : قوّاه وأعانه وشده، قيل المعنى : إن الشطأ قوّى الزرع، وقيل : إن الزرع قويّ الشطأ، ومما يدلّ على أن الشطأ خروج النبات.
قول الشاعر :