قال السيوطي : بسند جيد عن أبي جمعة حنيذ بن سبع قال : قاتلت رسول الله ﷺ أوّل النهار كافراً، وقابلت معه آخر النهار مسلماً وفينا نزلت :﴿ وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مؤمنات ﴾ وكنا تسعة نفر سبعة رجال وامرأتان، وفي رواية عند ابن أبي حاتم : كنا ثلاثة رجال وتسع نسوة.
وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس ﴿ لَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مؤمنات لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ ﴾ قال : حين ردّوا النبي ﷺ ﴿ أَن تَطَئُوهُمْ ﴾ بقتلكم إياهم ﴿ لَوْ تَزَيَّلُواْ ﴾ يقول : لو تزيّل الكفار من المؤمنين لعذبهم الله عذاباً أليماً بقتلكم إياهم.
وأخرج البخاري، ومسلم، وغيرهما عن سهل بن حنيف أنه قال يوم صفين : اتهموا أنفسكم، فلقد رأيتنا يوم الحديبية، يعني : الصلح الذي كان بين النبي ﷺ، وبين المشركين، ولو نرى قتالاً لقاتلنا، فجاء عمر إلى رسول الله ﷺ فقال : يا رسول الله ألسنا على الحق، وهم على الباطل؟ أليس قتلانا في الجنة، وقتلاهم في النار؟ قال :" بلى ".
قال : ففيم نعطي الدنية في ديننا، ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ قال :" يا ابن الخطاب إني رسول الله، ولن يضيعني الله أبداً "، فرجع متغيظاً، فلم يصبر حتى جاء أبا بكر، فقال : يا أبا بكر ألسنا على الحق، وهم على الباطل؟ قال : بلى، قال : أليس قتلانا في الجنة، وقتلاهم في النار؟ قال : بلى، قال : ففيم نعطي الدنية في ديننا؟ قال : يا ابن الخطاب إنه رسول الله ﷺ، ولن يضيعه الله أبداً، فنزلت سورة الفتح، فأرسل رسول الله ﷺ إلى عمر، فأقرأه إياها، قال : يا رسول الله أفتح هو؟ قال :" نعم ".


الصفحة التالية
Icon