فشلنا فى صبغ العالم بها يرجع إلى سؤ عرضنا وفشل أسلوبنا..! "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم.. ". وقد ختمت السورة بشرح حالة الأعراب الذين دخلوا فى الإسلام دون أن يتقيدوا بآدابه أو يلتزموا بأحكامه. إنهم نموذج لأقوام ورثوا الإسلام عنوانا ولم يحملوه موضوعا، فكانت قلوبهم خالية من اليقين، وكانت أعمالهم بعيدة عن الصلاح.
" قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم... ". وقد نبه الله هؤلاء إلى أن عملهم هو الذى يحكم لهم أو عليهم. " وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا... ". فإذا خذلوا الإسلام حين يتطلب النصرة أو تركوا شمائله حين يتطلب الأدب أو ضعف يقينهم حين تعرض الأزمات، فليسوا بمسلمين! " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون". وفى هذا العصر نجد من عامة المسلمين وخاصتهم من يشبهون أعراب الأمس البعيد، فهم ينتمون إلى الإسلام ولا يلبون له نداء أو يؤازرونه فى محنة. أ هـ ﴿نحو تفسير موضوعى صـ ٤٠٤ ـ ٤٠٦﴾


الصفحة التالية
Icon