وقال الإمام ابن قتيبة :
سورة الحجرات
مدنية كلها «١»
١ - لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ أي لا تقولوا قبل أن يقول رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم. يقال :«فلان يقدم بين يدي الإمام وبين يدي أبيه»، أي يعجل بالأمر والنهي دونه.
٢ - وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ، كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أي لا ترفعوا أصواتكم عليه. كما يرفع بعضكم صوته على بعض «٢». أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ أي لئلا تحبط أعمالكم.
٣ - امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى أي اخصلها للتقوى.
٥ - إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ واحدها :«حجرة»، مثل ظلمة وظلمات.

(١) أخرج البخاري وغيره من طريق ابن جريج عن ابن أبي مليكة أن عبد اللّه بن الزبير أخبره أنه قدم ركب من بني تميم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال أبو بكر : أمر القعقاع بن معبد، وقال عمر : بل الأقرع بن جابس، فقال أبو بكر : ما أرادت إلّا خلافي، وقال عمر : ما أردت خلافك فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما فنزل قوله تعالى : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إلى قوله : وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا.
(٢) روي أن بعض الأعراب الجفاة جاءوا إلى حجرات أزواج النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فجعلوا ينادونه : يا محمد، يا محمد أخرج إلينا، فنزلت الآية.
[.....]


الصفحة التالية
Icon