وقال ابن زنجلة :
٤٩ - سورة الحجرات
إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ١٠
قرأ ابن عامر في رواية الثعلبي فأصلحوا بين إخوتكم بالتاء على الجمع وحجته أن الطائفة جمع وإن كان واحدا في اللفظ كما قال خصمان اختصموا وقال ها هنا قبلها وإن طائفتان
من المؤمنين اقتتلوا على المعنى لا على اللفظ
وقرأ الباقون بين أخويكم بالياء تثنية أخ لأن كل طائفة جنس واحد فردوه على اللفظ دون المعنى
وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعملكم شيئا ١٤
قرأ أبو عمرو لا يألتكم من أعمالكم بالألف من ألت يألت ألتا مثل ضرب يضرب ضربا وحجته إجماع الجميع على قوله وما ألتناهم من عملهم فرد ما اختلف فيه إلى ما أجمع عليه أولى
وقرأ الباقون يلتكم من لات يليت إذا نقص قال مجاهد لا يلتك أي لا ينقصكم وحجتهم إتباع مرسوم المصاحف وذلك أنها مكتوبة بغير الألف ولو كانت بألف لكتبت الألف كما تكتب في تأمر وتأكل
وأخرى أن في حرف ابن مسعود ما ألتناهم حكاه الكسائي وأخرى وهي أنهم جمعوا بين اللغتين فقرؤوا ها هنا لا يلتكم وفي والطور وما ألتناهم كا قال كيف يبدئ الله الخلق فهذه من أبدأت ثم قال كيف بدأ الخلق فهذه من بدأت ولم يحمل أحد بعض هذه اللغات على بعض فكذلك قوله لا يلتكم من لات وما ألتناهم من ألت و لا يألتكم جزم لأنها جواب الشرط وعلامة الجزم سكون التاء
ومن قرأ لا يلتكم كان الأصل لا يليتكم مثل يضربكم
واستثقلوا الكسرة على الياء فنقلوها إلى اللام ودخل الجزم على التاء فاجتمع ساكنان الياء والتاء فحذفت الياء لاجتماع الساكنين
أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا ١٢
قرأ نافع لحم أخيه ميتا بالتشديد وقرأ الباقون بالتخفيف وهما لغتان الأصل التشديد ومن خفف استثقل التشديد فحذف الياء كما قالوا هين لين وهين لين قال الشاعر... ليس من مات فاستراح بميت... إنما الميت ميت الأحياء...
فجمع بين اللغتين
والله بصير بما تعملون ١٨


الصفحة التالية
Icon