بِئْسَ الاسم الفسوق بَعْدَ الإيمان } أي بئسَ الذكرُ المرتفعُ للمؤمنينَ أنْ يُذكرُوا بالفسقِ بعد دخولِهم الإيمانَ أو اشتهارِهم بهِ فإنَّ الاسمَ هَهُنا بمَعنى الذكرِ منْ قولِهم طارَ اسمُه في الناسِ بالكرم أو باللؤمِ، والمرادُ بهِ إمَّا تهجينُ نسبةِ الكفرِ والفسوقِ إلى المؤمنينَ خصوصاً إذْ رُوي أنَّ الآيةَ نزلتْ في صفيةَ بنتِ حُيَيِّ أتتْ رسولَ الله ﷺ فقالتْ إنَّ النساءَ يقُلنَ لي يَا يهوديةُ بنت يهوديينِ فقالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ : هَلاَّ قلتِ إنَّ أبي هارونَ وعَمِّي مُوسى وزَوْجي محمدٌ عليهمْ السلامُ أوِ الدلالةُ عَلى أنَّ التنابزَ فسقٌ والجمعُ بينَهُ وبينَ الإيمانِ قبيحٌ ﴿ وَمَن لَّمْ يَتُبْ ﴾ عَمَّا نُهي عَنْهُ ﴿ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظالمون ﴾ بوضعِ العصيانِ موضعَ الطاعةِ وتعريضِ النفسِ للعذابِ.
﴿ يا أيها الذين ءامَنُواْ اجتنبوا كَثِيراً مّنَ الظن ﴾


الصفحة التالية
Icon