بنباً : بخبر ﴿ فتبينوا أَن تُصِيبُواْ ﴾ كي لا تصيبوا بالقتل، والقتال. ﴿ قَوْمًا ﴾ براء ﴿ بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُواْ على مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ * واعلموا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ الله ﴾ فاتقوا أن تقولوا الباطل، وتفتروا الكذب، فإنّ الله سبحانه يخبره أنباءكم، ويعرّفه أحوالكم، فتفتضحوا. ﴿ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الأمر ﴾ فيحكم برأيكم، ويقبل قولكم. ﴿ لَعَنِتُّمْ ﴾ لأثمتم وهلكتم. ﴿ ولكن الله حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإيمان ﴾ فأنتم تطيعون رسول الله وتأتمّون به، فيقيكم الله بذلك العنت. ﴿ وَزَيَّنَهُ ﴾ وحسّنه ﴿ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الكفر والفسوق والعصيان ﴾.
ثمّ انتقل من الخطاب إلى الخبر، فقال عزّ من قائل :﴿ أولئك هُمُ الراشدون ﴾ نظيرها قوله سبحانه :﴿ وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ الناس فَلاَ يَرْبُو عِندَ الله وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ الله فأولئك هُمُ المضعفون ﴾
[ الروم : ٣٩ ]، قال النابغة :

يا دارميّة بالعلياء فالسند أقوتْ وطال عليها سالف الأبد
﴿ فَضْلاً ﴾ أي كان هذا فضلاً ﴿ مِّنَ الله وَنِعْمَةً والله عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ المؤمنين اقتتلوا ﴾ قال أكثر المفسِّرين : وقف رسول الله ﷺ ذات يوم على مجلس من مجالس الأنصار وهو على حماره، فبال حماره، فأمسك عبدالله بن أُبي بأنفه وقال : إليك عنّا بحمارك، فقد آذانا نتنه. فقال عبد الله بن رواحة : والله لحمار رسول الله ﷺ أطيب ريحاً منك.


الصفحة التالية
Icon