قال قتادة، وعكرمة : هو قول الرجل للرجل : يا فاسق، يا منافق، يا كافر، وقال الحسن : كان اليهودي، والنصراني يُسلم، فيقال له بعد إسلامه : يا يهودي، يا نصراني، فنُهوا عن ذلك، وقال ابن عبّاس : التنابز بالألقاب أن يكون الرجل عمل السيّئات، ثمّ تاب منها، وراجع الحقّ، فنهى الله أن يعيّر بما سلف من عمله.
﴿ بِئْسَ الاسم الفسوق بَعْدَ الإيمان ﴾ يقول : من فعل ما نهيت عنه من السخرية، واللمز والنبز، فهو فاسق، و ﴿ بِئْسَ الاسم الفسوق بَعْدَ الإيمان ﴾ فلا تفعلوا ذلك، فتستحقّوا ( اسم الفسوق ) وقيل : معناه بئس الاسم الذي تسميه، بقولك فاسق، بعد أن علمت أنّه آمنَ.
﴿ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فأولئك هُمُ الظالمون * يا أيها الذين آمَنُواْ اجتنبوا كَثِيراً مِّنَ الظن ﴾... الآية نزلت في رجلين من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم اغتابا رفيقيهما، وذلك " أنّ رسول الله ﷺ كان إذا غزا أو سافر، ضمّ الرجل المحتاج إلى رجلين موسورين يخدمهما، ويحقب حوائجهما، ويتقدّم لهما إلى المنزل، فيهيّئ لهما ما يصلحهما من الطعام، والشراب، فضم سلمان الفارسي رضي الله عنه إلى رجلين في بعض أسفاره، فتقدّم سلمان، فغلبته عيناه، فلم يهيّئ لهما شيئاً، فلمّا قدما، قالا له : ما صنعت شيئاً؟ قال : لا. قالا : ولِمَ؟ قال : غلبتني عيناي، فقالا له : انطلق إلى رسول الله ﷺ واطلب لنا منه طعاماً وإداماً، فجاء سلمان إلى رسول الله ﷺ وسأله طعاماً، فقال رسول الله ﷺ " انطلق إلى أُسامة بن زيد وقل له : إن كان عنده فضل من طعام، وإدام، فليعطك ".