﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ ﴾ بفتح ( الألف )، وقرأه العامة ( إنّ ) بكسر ( الألف ) على الاستئناف، والوقوف على قوله لتعارفوا إنّ أكرمكم ﴿ عَندَ الله أَتْقَاكُمْ ﴾ قال قتادة : في هذه الآية أكرم الكرم التقوى. وألأم اللوم الفجور، وقال ﷺ " من سرّه أن يكون أكرم الناس، فليتّق الله ".
وقال :" كرم الرجل دينه، وتقواه، وأصله عقله، وحسبه خلقه "، وقال ابن عبّاس : كرم الدنيا الغنى، وكرم الآخرة التقوى :﴿ إِنَّ الله عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾.
أخبرنا الحسن، قال : حدّثنا أبو حذيفة أحمد بن محمّد بن علي، قال : حدّثنا زكريا بن يحيى بن يعقوب المقدسي، قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله المقري، قال : حدّثنا ابن رجاء، عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال :" طاف رسول الله ﷺ على راحلته القصواء يوم الفتح يستلم الركن بمحجنه، فما وجد لها مناخ في المسجد، حتّى أخرجنا إلى بطن الوادي، فأناخت فيه، ثمّ حمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال :" أمّا بعد أيّها الناس، قد أذهب عنكم عيبة الجاهلية، وفخرها بالآباء وفي بعض الألفاظ : وتعظمها بآبائها إنّما الناس رجلان، برّ تقي كريم على الله، وفاجر شقيّ هيّن على الله ". ثمّ تلا هذه الآية :﴿ يا أيها الناس إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وأنثى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ ﴾... الآية، وقال :" أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم " ".
وأخبرني الحسين، قال : حدّثنا محمّد بن علي بن الحسين الصوفي. قال : حدّثنا أبو شعيب الحراني. قال : حدّثنا يحيى بن عبد الله الكابلي. قال : حدّثنا الأوزاعي، قال : حدّثني يحيى بن أبي كثير، إنّ النبيّ ﷺ قال :
" إنّ الله لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم، وأعمالكم، وإنّما أنتم بنو آدم ﴿ أَكْرَمَكُمْ عَندَ الله أَتْقَاكُمْ ﴾ ".


الصفحة التالية
Icon