ومن باب الإشارة في بعض الآيات :﴿ يا أيها الذين ءامَنُواْ لاَ تُقَدّمُواْ بَيْنَ يَدَىِ الله وَرَسُولِهِ ﴾ [ الحجرات : ١ ] الخ إشارة إلى لزوم العمل بالشرع ورعاية الأدب وترك مقتضيات الطبع، وقوله تعالى :﴿ رَّحِيمٌ يا أيها الذين ءامَنُواْ إِن جَاءكُمْ فَاسِقُ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُواْ ﴾ يشير إلى أنه إن سولت النفس الأمارة بالسوء وجاءت بنبأ شهوة من شهوات الدنيا ينبغي التثبت للوقوف على ربحها وخسرانها ﴿ إن بَعْدَهَا قَوْماً ﴾ من القلوب وصفاتها ﴿ بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُواْ ﴾ صباح يوم القيامة ﴿ على مَا فَعَلْتُمْ نادمين ﴾ [ الحجرات : ٦ ] فإن ما فيه شفاء النفوس وحياتها فيه مرض القلوب ومماتها ﴿ واعلموا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ الله ﴾ [ الحجرات : ٧ ] الخ يشير إلى رسول الإلهام الرباني في الأنفس بلهم فجورها وتقواها، ويشير قوله تعالى :﴿ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا على الاخرى فقاتلوا التى تَبْغِى حتى تَفِىء إلى أَمْرِ الله ﴾ [ الحجرات : ٩ ] إلى أن النفس إذا ظلمت القلب باستيلاء شهواتها يجب أن تقاتل حتى تثخن بالجراحة بسيوف المجاهدة فإن استجابت بالطاعة عفى عنها لأنها هي المطية إلى باب الله عز وجل :﴿ إِنَّمَا المؤمنون إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ﴾ [ الحجرات : ١٠ ] إشارة إلى رعاية حق الأخوة الدينية ومنشأ نطفها صلب النبوة وحقيقتها نور الله تعالى فإصلاح ذات بينهم برفع حجب استار البشرية عن وجوه القلوب ليتصل النور بالنور من روزنة القلب فيصيروا كنفس واحدة ﴿ يا أيها الذين ءامَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مّن قَوْمٍ عسى أَن يَكُونُواْ خَيْراً مّنْهُمْ ﴾ [ الحجرات : ١١ ] يشير إلى ترك الإعجاب بالنفس والنظر إلى أحد بعين الاحتقار فإن الظاهر لا يعبأ به والباطن لا يطلع عليه فرب أشعث أغبر ذي طمرين لو أقسم على الله تعالى لأبره ﴿ قَالَتِ الاعراب ءامَنَّا ﴾ [ الحجرات : ١٤ ] إلى آخره فيه إشارة إلى أنه