﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ ﴾ أي : لأن خروجه باستعجالهم ربما يغضبه، فيفوتهم فوائد رؤيته وكلامه. وإن صبروا استفادوا فوائد كثيرة، مع اتصافهم بالصبر، ورعاية الحرمة لنبيهم وأنفسهم :﴿ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ أي : لمن تاب من معصية الله، بندائك كذلك، وراجع أمر الله فيه، وفي غيره.
تنبيهات :
الأول - قال ابن كثير : قد ذكر أنها نزلت في الأقرع بن حابس التميمي، فيما أورده غير واحد.
روى الإمام أحمد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن الأقرع بن حابس ؛ أنه نادى رسول الله ﷺ فقال : يا محمد ! يا محمد ! - وفي رواية : يا رسول الله ! - فلم يجبه. فقال : يا رسول الله ! إن حمدي لزين، وإن ذمّي لشين، فقال :< ذاك الله عز وجل >.
وروى ابن إسحاق، في ذكر سنة تسع، وهي المسماة سنة الوفود أن رسول الله ﷺ لما افتتح مكة، وفرغ من تبوك، وأسلمت ثقيف وبايعت، ضربت إليه وفود العرب من كل وجه، فكان منهم وفد بني تميم. فلما دخلوا المسجد نادوا رسول الله ﷺ من وراء حجراته : أن أخرج إلينا يا محمد ! فآذى ذلك رسول الله ﷺ من صياحهم، فخرج إليهم. ثم ساق ابن إسحاق نبأهم مطولاً ثم قال : وفيهم نزل من القرآن :﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾.
الثاني - :﴿ الْحُجُرَاتِ ﴾ بضمتين، وبفتح الجيم، وبسكونها. وقرئ بهن جميعاً : جمع حجرة. وهي الرقعة من الأرض المحجورة بحائط يحوّط عليها. فعلة بمعنى مفعولة، كالغرفة والقبضة.


الصفحة التالية
Icon