وقال في رواية الكلبي : نزلت في ثابت بن قيس، كان في أذنيه ثقل، وكان يدنو من رسول الله ﷺ ليسمع كلامه فأبطأ يوماً واحداً وقد أخذ الناس مجالسهم فجاء فتخطى رقابهم حتى جلس قريباً من النبي صلى الله عليه وسلم.
فقال رجل من القوم : هذا يتخطى رقابنا، فلم لا يجلس حيث وجد المكان؟ فقال ثابت : من هذا؟ فقالوا : فلان.
فقال ثابت : يا ابن فلانة، وكان يعيّر بأمه، فخجل.
فنزلت هذه الآية.
فقال النبي ﷺ :" مَنْ عَيَّرَ فُلاناً بِأُمِّهِ " فقال ثابت بن قيس : أنا قد ذكرت شيئاً.
فقرأ هذه الآية عليه، فاستغفر ثابت.
وروى سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : القبائل، والأفخاذ : الصغار، والشعوب : الجمهور مثل مضر.
وقال الضحاك : الشعوب : الأفخاذ الصغار، والقبائل مثل بني تميم، وبني أسد.
وقال القتبي : الشعوب أكثر من القبيلة.
وقال الزجاج : الشعب أعظم من القبيلة، ومعناه : إني لم أخلقكم شعوباً وقبائل لتتفاخروا، وإنما خلقناكم كذلك لتعارفوا.
روي عن النبي ﷺ أنه قال :" إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، يقولُ الله عَزَّ وَجَلَّ : إنَّكُمْ جَعَلْتُمْ لأنْفُسِكُمْ نَسَباً، وَجَعَلْتُ لِنَفْسِي نَسَباً، فَرفَعْتُم نَسَبَكُم، وَوَضَعْتُمْ نَسَبي، فَالْيَوْمَ أَرْفَعُ نَسَبِي، وَأَضَعُ نَسَبَكُم.
يعني : قلت :﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ الله أتقاكم ﴾ وقلتم : أنتم فلان وفلان ".
ثم قال :﴿ إِنَّ الله عَلِيمٌ ﴾ بأتقيائكم ﴿ خَبِيرٌ ﴾ بافتخاركم ﴿ قَالَتِ الاعراب ءامَنَّا ﴾ قال ابن عباس : نزلت في بني أسد، قدموا على رسول الله ﷺ في قحط أصابهم، فجاؤوا بأهاليهم، وذراريهم، يطلبون الصدقة، وأظهروا الإسلام، وقالوا : يا رسول الله نحن أسلمنا طوعاً، وقدمنا بأهالينا، فأعطنا من الغنيمة أكثر مما تعطي غيرنا.


الصفحة التالية
Icon