وهو ما أخبرني أبو القاسم الحسن بن محمّد، قال : حدّثني أبو جعفر محمّد بن صالح بن هاني الورّاق سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، قال : حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيب بن موسى الشعراني، قال : حدّثنا القاسم بن أبي شيبة، قال : حدّثنا مُعلّى بن عبد الرّحمن، قال : حدّثنا عبد الحميد بن جعفر بن عمر بن الحكم، عن جابر بن عبد الله، قال :" جاءت بنو تميم إلى النبيّ ﷺ فنادوا على الباب : يا محمّد اخرج علينا، فإنّ مدحنا زين وذمّنا شين. قال : فسمعها النبيّ ﷺ صلّى الله عليه وسلّم، فخرج عليهم، وهو يقول :" إنّما ذلكم الله الذي مدحه زين وذمّه شين ". قالوا : نحن ناس من بني تميم، جئنا بشاعرنا وخطيبنا نشاعرك ونفاخرك، فقال رسول الله ﷺ " ما بالشعر بعثت، ولا بالفخار أمرت، ولكن هاتوا ". فقال الزبرقان بن بدر لشاب من شبابهم : قم فاذكر فضلك، وفضل قومك. فقام، فقال : الحمد لله الذي جعلنا خير خلقه وآتانا أموالاً نفعل فيها ما نشاء، فنحن من خير أهل الأرض، من أكثرهم عدّة، ومالاً، وسلاحاً، فمن أنكر علينا قولنا، فليأت بقول هو أحسن من قولنا، وفعال هي خير من فِعالنا. فقال رسول الله ﷺ لثابت بن قيس بن شماس، وكان خطيب رسول الله :" قم فأجبه ".


الصفحة التالية
Icon