وكما اعترضوا على الرسول اعترضوا على الرسالة وأعظم ما اعترضوا عليه إنكارهم للبعث والنشور وأن العظام إذا بليت والأجساد إذا تقطعت سيكون لها بعد ذلك مبعث ونشور كما أخبر الله تبارك وتعالى عنهم فقالوا :﴿أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد ﴾ [ق٣] فقال الحق جل جلاله وعظم سلطانه :﴿قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ ﴾ [ق٤].
قال صلوات الله وسلامة عليه :( إن بني آدم خلق من عجب الذنب منه خلق وفيه يركب فكل جسد بني آدم يبلى في قبره إلا عجب الذنب ). أجساد الشهداء أجساد حفاظ القرآن أجساد الصالحين أجساد غيرهم من الخلق أجمعين كلها تبلى إلا أجساد الأنبياء قال ﷺ :( إذا كانت ليلة الجمعة أو يومها فأكثروا من الصلاة علي قالوا : يا رسول الله كيف نصلي عليك وقد أرمت فقال :" إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء " ) فخرجت أجساد الأنبياء بهذا الحديث الصحيح وبقي ما غيرها من الأجساد عرضه للبلاء والذهاب كما أخبر الله تبارك وتعالى ظاهرا في كتابه وكما بينته السنة الصحيحة الصريحة عن الرسول الهدى صلوات الله وسلامة عليه.
﴿
قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ ﴾
ذلكم هو اللوح المحفوظ.
﴿ حفيظ ﴾ أي محفوظ لا يتغير ولا يتبدل، حفيظ لا يشذ عنه شيء، حفيظ كتبته الملائكة بأمر من الرب تبارك وتعالى فما فيه لا يتغير ولا يتبدل إلى أن يقوم الخلق ويحضر الأشهاد بين يدي رب العباد تبارك وتعالى.


الصفحة التالية
Icon