ثم قال الله جل وعلا :﴿وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد * هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ ﴾ [ق٣٢ ] المؤمن في طريقه إلى الله جل وعلا يقول الله عنه :﴿لقد خلقنا الإنسان في كبد﴾ [البلد٤ ] ينتابه الحزن والسرور والصحة والمرض والشباب والشيخوخة والصغر من قبل تنتابه أمور كثيرة و مطالب عظام يزدلف حينا إلى طاعات يقع أحيانا في المعاصي يستغفر ما بين هذا وذاك يفقد أمواله يفقد أولاده يخاف يحزن إلى غير ذلك مما يشترك فيه أكثر الناس فيبقى الحزن في قلبه حتى يقف بين يدي الله جل وعلا وييمن كتابه ويرى الجنة قد قربت وأزلفت فإذا دخلها نسي كل بؤس وحزن قد مر عليه قبل ذلك جعلني الله وإياكم من أهل ذلك النعيم.
قال الله جل وعلا :﴿وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد﴾. ﴿ هذا ﴾ أي الذي ترونه ﴿ما توعدون ﴾ أي ما كنتم توعدونه في الدنيا ﴿هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ﴾. ﴿ أواب ﴾ دائم التوبة والإنابة و الاستغفار لله جل وعلا حفيظ لجوارحه أن تقع في الفواحش مما حرم الله مما ظهر منها أو بطن ﴿هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ﴾.
ذكر الله جل وعلا النار قبلها وأنها يلقى فيها حتى تقول قط قط أي يكفي يكفي قال الله جل وعلا قبل ذلك :﴿يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد * وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد * هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ * من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب﴾ [ق٣٣ ].
ما القول الذي يقال لهم يقول لهم العلي الأعلى :﴿ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود﴾ [ق٣٤] والموت أعظم ما يخوف به الناس في الدنيا ولأجل ذلك يلقى ويذهب عنهم يوم القيامة قال الله جل وعلا :﴿ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود * لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد ﴾ [ق٣٥ ] وأعظم ما فسر به المزيد رؤية وجه الله تبارك وتعالى.