دار جزاء، فإن الله قد يعجل بعض العقوبات للمجرمين
لتكون نكالا وعبرة؟ فهل ارعوى الطغاة وتابوا؟ كلا " وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص" ؟ وعادت سورة ق كما بدأت تتحدث عن العالم وخلقه، فذكرت أن الله أوجد الكون بقدرته، ولم يشعر بإعياء فى هذا الإيجاد! وكيف يشعر بتعب، وأمره بين الكاف والنون؟ ولو شعر بتعب بعد الخلق، فكيف سيدير السموات والأرض ويوفر الطعام لأعداد هائلة من الإنسان والحيوان على امتداد العصور؟ وكيف يسخر النجوم فى مداراتها الرحبة؟ إنه إذا تعب أولا فسيتعب ثانية وثالثة!! ويفلت من يده نظام العالم! ولذلك قال " ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب ". والحق أن نسبة التعب إلى الله حماقة وقع فيها ناس تائهون، ولكن القرآن الكريم نره رب العالمين عن هذا اللغو وأثبت له ما يستحق من أمجاد ومحامد.. والقرآن فى بنائه للإيمان يعتمد على العقل الإنسانى، ورفضه للترهات، ولذلك ختمت السورة بأن محمدا ليس حاكما عسكريا يغير العقائد بالقوة كما يغير الأوضاع المدنية أو الاقتصادية. إنه مذكر صادق وناصح مخلص. " نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد" إن هذا التذكير هو عمل الأنبياء والدعاة إلى آخر رمق. وقد ذكر بعض المفسرين أن ذلك قبل نزول آيات القتال!. وهذا ذهول معيب، فإن القتال لحماية الدعوة وصون الحقوق، وليس للإكراه على الإيمان! ولم يكن محمد جبارا يوما ما، ولا أكره أحدا على الدخول فى دينه قط. أ هـ ﴿نحو تفسير موضوعى صـ ٤٠٧ ـ ٤٠٩﴾


الصفحة التالية
Icon