وقال ابن عباس أيضاً في ما حكى الثعلبي، ممعناه : قد علمنا ما تنقص أرض الإيمان من الكفرة الذين يدخلون في الإيمان، وهذا قول أجنبي من المعنى الذي قبل وبعد، وقيل قوله :﴿ بل كذبوا ﴾ مضمر، عنه وقع الإضراب تقديره : ما أجادوا النظر أو نحو هذا، والذي يقع عنه الإضراب ب ﴿ بل ﴾، الأغلب فيه أنه منفي تقضي ﴿ بل ﴾ بفساده، وقد يكون أمراً موجباً تقضي ﴿ بل ﴾ بترك القول فيه لا بفساده، وقرأ الجمهور :" لَمّا " بفتح اللام وشد الميم. وقرأ الجحدري :" لِمَا " بكسر اللام وتخفيف الميم، قال أبو الفتح : هي كقولهم : أعطيته لما سأل، وكما في التاريخ : لخمس خلون، ونحو هذا، ومنه قوله تعالى :
﴿ لا يجليها لوقتها ﴾ [ الأعراف : ١٨٧ ] ومنه قول الشاعر :[ الوافر ]
إذا هبت لقاربها الرياح... و: " المريج " : معناه : المختلط، قاله ابن زيد، أي بعضهم يقول ساحر، وبعضهم كاهن، وبعضهم شاعر إلى غير ذلك من تخليطهم، وكذلك عادت فكرة كل واحد منهم مختلطة في نفسها، قال ابن عباس : المريج : المنكر. وقال مجاهد : الملتبس، والمريج المضطرب أيضاً، وهو قريب من الأول، ومنه الحديث : مرجت عهود الناس ومنه ﴿ مرج البحرين ﴾ [ الفرقان : ٥٣، الرحمن : ١٩ ] وقال الشاعر [ أبو دؤاد ] :
مرج الدين فأعددت له... مشرف الحارك محبوك الكتد


الصفحة التالية
Icon