عطف على قوله ﴿وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ﴾ [ ق : ١٩ ] والمراد منه إما النفخة الأولى فيكون بياناً لما يكون عند مجيء سكرة الموت أو النفخة الثانية وهو أظهر لأن قوله تعالى :﴿ذَلِكَ يَوْمَ الوعيد﴾ بالنفخة الثانية أليق ويكون قوله ﴿وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ﴾ إشارة إلى الإماتة، وقوله ﴿وَنُفِخَ فِى الصور﴾ إشارة إلى الإعادة والإحياء، وقوله تعالى :﴿ذلك﴾ ذكر الزمخشري أنه إشارة إلى المصدر الذي من قوله ﴿وَنُفِخَ﴾ أي وقت ذلك النفخ يوم الوعيد وهو ضعيف لأن يوم لو كان منصوباً لكان ما ذكرنا ظاهراً وأما رفع يوم فيفيد أن ذلك نفس اليوم، والمصدر لا يكون نفس الزمان وإنما يكون في الزمان فالأولى أن يقال ذلك إشارة إلى الزمان المفهوم من قوله ﴿وَنُفِخَ﴾ لأن الفعل كما يدل على المصدر يدل على الزمان فكأنه تعالى قال ذلك الزمان يوم الوعيد، والوعيد هو الذي أوعد به من الحشر والإيتاء والمجازاة.
وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (٢١)
قد بينا من قبل أن السائق هو الذي يسوقه إلى الموقف ومنه إلى مقعده والشهيد هو الكاتب، والسائق لازم للبر والفاجر أما البر فيساق إلى الجنة وأما الفاجر فإلى النار، وقال تعالى :﴿وَسِيقَ الذين كَفَرُواْ﴾ [ الزمر : ٧١ ] ﴿وَسِيقَ الذين اتقوا رَبَّهُمْ﴾ [ الزمر : ٧٣ ].


الصفحة التالية
Icon