كلام نفيس للإمام ابن القيم فى باب المشاهدة
قال عليه الرحمة :
فصل قال صاحب المنازل باب المشاهدة
قال الله تعالى ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾ قلت جعل الله سبحانه كلامه ذكرى لا ينتفع بها إلا من جمع هذه الأمور الثلاثة أحدها أن يكون له قلب حي واع فإذا فقد هذا القلب لم ينتفع بالذكرى الثاني أن يصغي بسمعه فيميله كله نحو المخاطب فإن لم يفعل لم ينتفع بكلامه الثالث أن يحضر قلبه وذهنه عند المكلم له وهو الشهيد أي الحاضر غيرالغائب فإن غاب قلبه وسافر في موضع آخر لم ينتفع بالخطاب وهذا كما أن المبصر لا يدرك حقيقةالمرئي إلا إذا كانت له قوة مبصرة وحدق بها نحو المرئي ولم يكن قلبه مشغولا بغير ذلك فإن فقد القوة المبصرة أو لم يحدق نحو المرئي أو حدق نحوه ولكن قلبه كله في موضع آخر لم يدركه فكثيرا ما يمر بك إنسان أو غيره وقلبك مشغول بغيره فلا تشعر بمروره فهذا الشأن يستدعي صحة القلب وحضوره وكمال الإصغاء.
فصل قال الشيخ المشاهدة سقوط الحجاب بتا أي قطعا بحيث لا يبقى منه.
شيء والمشاهدة هي المسقطة للحجاب وهي التي تكون عند سقوط الحجاب وليست هي نفس سقوط الحجاب لكن عبر عن الشيء بلازمه فإن سقوط الحجاب يلازم حصول المشاهدة قوله وهي فوق المكاشفة هذا يدلك على أن مراد الشيخ ومن وافقه من اهل الاستقامة بالمكاشفة والمشاهدة قوة اليقين ومزيد العلم وارتفاع.