البحث الثالث : العبيد يحتمل أن يكون المراد منه الكفار، كما في قوله تعالى :﴿ياحسرة عَلَى العباد مَا يَأْتِيهِمْ مّن رَّسُولٍ﴾ [ ياس : ٣٠ ] يعني أعذبهم وما أنا بظلام لهم، ويحتمل أن يكون المراد منه المؤمنين ووجهه هو أن الله تعالى يقول : لو أبدلت القول ورحمت الكافر، لكنت في تكليف العباد ظالماً لعبادي المؤمنين، لأني منعتهم من الشهوات لأجل هذا اليوم، فإن كان ينال من لم يأت بما أتى المؤمن ما يناله المؤمن، لكان إتيانه بما أتى به من الإيمان والعبادة غير مفيد فائدة، وهذا معنى قوله تعالى :﴿لاَ يَسْتَوِى أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هُمُ الفائزون﴾ [ الحشر : ٢٠ ]، ومعنى قوله تعالى :﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الذين يَعْلَمُونَ والذين لاَ يَعْلَمُونَ﴾ [ الزمر : ٩ ]، وقوله تعالى :﴿لاَّ يَسْتَوِى القاعدون مِنَ المؤمنين غَيْرُ أُوْلِى الضرر﴾ [ النساء : ٩٥ ] ويحتمل أن يكون المراد التعميم.
يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (٣٠)
العامل في ﴿يَوْمٍ﴾ ماذا ؟ فيه وجوه : الأول : ما أنا بظلام مطلقاً.


الصفحة التالية
Icon