" فقال رسول الله ﷺ :" لا تقولي هكذا يا أم سلمة، ولكن قولي ﴿ وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ﴾ " ".
وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن المنذر عن عائشة قالت : لما حضرت أبا بكر الوفاة قلت :
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه... ثمال اليتامى عصمة للأرامل
قال أبو بكر رضي الله عنه بل ﴿ وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ﴾ قدم الحق وأخر الموت.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن ابن أبي مليكة رضي الله عنه قال : صبحت ابن عباس من مكة إلى المدينة فكان إذا نزل منزلاً قام شطر الليل، فسئل : كيف كانت قراءته؟ قال : قرأ ﴿ وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ﴾ فجعل يرتل ويكثر في ذلك التسبيح.
وأخرج أحمد وابن جرير عن عبد الله بن اليمني مولى الزبير بن العوّام قال : لما حضر أبو بكر تمثلت عائشة بهذا البيت.
أعاذل ما يغني الحذار عن الفتى... إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر
فقال أبو بكر رضي الله عنه : ليس كذلك يا بنية، ولكن قولي ﴿ وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ﴾.
أما قوله تعالى :﴿ ما كنت منه تحيد ﴾.
أخرج الطبراني عن سمرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :" مثل الذي يفر من الموت كمثل الثعلب تطلبه الأرض بدين فجاء يسعى حتى إذا أعيا وانبهر دخل حجره فقالت له الأرض يا ثعلب ديني فخرج خصاص فلم يزل كذلك حتى انقطعت عنقه فمات ".
أما قوله تعالى :﴿ وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ﴾.
أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم في الكنى وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور وابن عساكر عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قرأ ﴿ وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ﴾ قال : سائق يسوقها إلى أمر الله وشهيد يشهد عليها بما عملت.