وقال ابن عطية فى الآيات السابقة :
وقوله تعالى :﴿ ولقد خلقنا السماوات والأرض ﴾ الآية خبر مضمنه الرد على اليهود الذين قالوا إن الله خلق الأشياء كلها في ستة أيام ثم استراح يوم السبت فنزلت :﴿ وما مسنا من لغوب ﴾ واللغوب : الإعياء والنصب والسأم، يقال لغب الرجل يلغب إذا أعيى.
وقرأ السلمي وطلحة :" لَغوب " بفتح اللام. وتظاهرت الأحاديث بأن خلق الأشياء كان يوم الأحد وفي كتاب مسلم وفي الدلائل لثابت حديث مضمنه : أن ذلك كان يوم السبت وعلى كل قول فأجمعوا على أن آدم خلق يوم الجمعة. فمن قال إن البداءة يوم السبت جعل خلق آدم كخلق بنيه لا يعد مع الجملة الأولى وجعل اليوم الذي كملت المخلوقات عنده يوم الجمعة.
وقوله تعالى :﴿ فاصبر على ما يقولون ﴾ قال بعض المفسرين : أراد أهل الكتاب لقولهم، ثم استراح يوم السبت.
قال القاضي أبو محمد : وهذه المقالات من أهل الكتاب كانت بمكة قبل الهجرة.
وقال النظار من المفسرين قوله تعالى :﴿ فاصبر على ما يقولون ﴾ يراد به أهل الكتاب وغيرهم من الكفرة، وعم بذلك جميع الأقوال الزائغة من قريش وغيرهم، وعلى هذا التأويل يجيء قول من قال : الآية منسوخة بآية السيف. ﴿ وسبح ﴾ معناه : صل بإجماع من المتأولين وقوله :﴿ بحمد ربك ﴾ الباء للاقتران أي سبح سبحة يكون معها حمد ومثله " تنبت بالدهن " على بعض الأقوال فيها و: ﴿ قبل طلوع الشمس ﴾ هي الصبح ﴿ وقبل الغروب ﴾ هي العصر قاله قتادة وابن زيد والناس، وقال ابن عباس :﴿ قبل الغروب ﴾ هي العصر والظهر ﴿ ومن الليل ﴾ هي صلاة العشاءين وقال ابن زيد هي العشاء فقط.


الصفحة التالية
Icon