وقرأ ابن كثير :" المنادي " بالياء في الوصل والوقف على الأصل الذي هو ثبوتها، إذ الكلام غير تام وإنما الحذف ابداً في الفواصل، والكلام التام تشبيهاً بالفواصل. وقرأ أبو عمرو ونافع، بالوقف بغير ياء لأن الوقف موضع تغيير، ألا ترى أنها تبدل من التاء فيه الهاء في نحو طلحة وحمزة، ويبدل من التنوين الألف ويضعف فيه الحرف كقولك هذا فرج، ويحذف فيه الحرف في القوافي، وقرأ الباقون وطلحة والأعمش وعيسى بحذف الياء في الوصل والوقف جميعاً وذلك اتباع لخط المصحف، وأيضاً فإن الياء تحذف مع التنوين فوجب أن تحذف مع معاقب التنوين وهي الألف واللام.
وقوله تعالى :﴿ من مكان قريب ﴾ قيل وصفه بالقرب من حيث يسمع جميع الخلق. وروي عن النبي ﷺ :" أن ملكاً ينادي من السماء : أيتها الأجسام الهامدة والعظام البالية والرمم الذاهبة، هلم إلى الحساب الوقوف بين يدي الله ". وقال كعب الأحبار وقتادة وغيرهما : المكان صخرة بيت المقدس واختلفوا في معنى صفته بالقرب فقال قوم : وصفها بذلك لقربها من النبي ﷺ أي من مكة. وقال كعب الأحبار : وصفه بالقرب من السماء، وروي أنها أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلاً، وهذا الخبر إن كان بوحي، وألا سبيل للوقوف على صحته. و: ﴿ الصيحة ﴾ هي صيحة المنادي و: ﴿ الخروج ﴾ هو من القبور، و: " يومه " هو يوم القيامة، و﴿ يوم الخروج ﴾ في الدنيا هو يوم العيد قال حسان بن ثابت :[ الكامل ]
ولأنت أحسن إذ برزت لنا... يوم الخروج بساحة القصر
من درة أغلى الملوك بها... مما تربَّب حائر البحر