﴿ وأدبار السجود ﴾، قال أبو الأحوص : هو التسبيح في أدبار الصلوات.
وقال عمر، وعليّ، وأبو هريرة، والحسن، والشعبي، وإبراهيم، ومجاهد، والأوزاعي : هما ركعتان بعد المغرب.
وقال ابن عباس : هو الوتر بعد العشاء.
وقال ابن عباس، ومجاهد أيضاً، وابن زيد : النوافل بعد الفرائض.
وقال مقاتل : ركعتان بعد العشاء، يقرأ في الأولى :﴿ قل يا أيها الكافرون ﴾ وفي الثانية :﴿ قل هو الله أحد ﴾ وقرأ ابن عباس، وأبو جعفر، وشيبة، وعيسى، والأعمش، وطلحة، وشبل، وحمزة، والحرميان : وإدبار بكسر الهمزة، وهو مصدر، تقول : أدبرت الصلاة، انقضت ونمت.
وقال الزمخشري وغيره : معناه ووقت انقضاء السجود، كقولهم : آتيك خفوق النجم.
وقرأ الحسن والأعرج وباقي السبعة : بفتحها، جمع دبر، كطنب وأطناب، أي وفي أدبار السجود : أي أعقابه.
قال أوس بن حجر :
على دبر الشهر الحرام فأرضنا...
وما حولها جدب سنون تلمع
﴿ واستمع ﴾ : أمر بالاستماع، والظاهر أنه أريد به حقيقة الاستماع، والمستمع له محذوف تقديره : واستمع لما أخبر به من حال يوم القيامة، وفي ذلك تهويل وتعظيم لشأن المخبر به، كما قال رسول الله ( ﷺ ) لمعاذ :" يا معاذ اسمع ما أقول لك "، ثم حدثه بعد ذلك.
وانتصب ﴿ يوم ﴾ بما دل عليه ذلك.
﴿ يوم الخروج ﴾ : أي يوم ينادي المنادي يخرجون من القبور.
وقيل : مفعول استمع محذوف تقديره : نداء المنادي.
وقيل تقديره : نداء الكافر بالويل والثبور.
وقيل : لا يحتاج إلى مفعول، إذ حذف اقتصاراً، والمعنى : كن مستمعاً، ولا تكن غافلاً معرضاً.
وقيل معنى واستمع : وانتظر، والخطاب لكل سامع.
وقيل : للرسول، أي ارتقبه، فإن فيه تبين صحة ما قلته، كما تقول لمن تعده بورود فتح : استمع كذا وكذا، أي كن منتظراً له مستمعاً، فيوم منتصب على أنه مفعول به.