﴿ لَهُم مَّا يَشَاءونَ ﴾ منْ فنونِ المَطَالبِ كائناً ما كانَ ﴿ فِيهَا ﴾ متعلقٌ بيشاءونَ وقيلَ : بمحذوفٍ هُوَ حالٌ منَ الموصولِ أو مِنْ عائدِه المحذوفِ منْ صلتِه ﴿ وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴾ هُوَ ما لا يخطُرُ ببالِهم ولا يندرجُ تحتَ مشيئتِهم مِنْ معالِي الكراماتِ التي لا عينٌ رأتْ ولا أذنٌ سمعتْ ولا خطرَ عَلى قلبِ بشرٍ وقيلَ : إنَّ السحابَة تمرُّ بأهلِ الجنةِ فتمطرُهم الحُورَ فتقولُ نحنُ المزيدُ الذي قالَ تعالَى ولدينَا مزيدٌ ﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ ﴾ أي قبلَ قومِكَ ﴿ مّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً ﴾ أي قوةً كعادٍ وَأَضْرابِها ﴿ فَنَقَّبُواْ فِى البلاد ﴾ أيْ خرقُوا فيَها ودوخُوا وتصرفُوا في أقطارِها أو جالُوا في أكنافِ الأرضِ كُلَّ مجالٍ حذارَ الموتِ، وأصلُ التنقيبِ والنقبِ التنقيرُ عنِ الأمرِ والبحثُ والطلبُ والفاءُ للدلالةِ على أنَّ شدةَ بطشِهم أقدرتْهُمْ عَلى التنقيبِ قيلَ : هيَ عاطفةٌ في المَعَنى كأنَّه قيلَ : اشتدَّ بطشُهم فنقبُوا الخ وَقُرِىءَ بالتخفيفِ ﴿ هَلْ مِن مَّحِيصٍ ﴾ أيْ هَلْ لهُمْ منْ مُخَلِّصٍ منْ أمرِ الله تعالَى والجملةُ إمَّا عَلى إضمارِ قولٍ هُو حالٌ منْ واوِ نقَّبُوا أيْ فنقَّبُوا فِي البلادِ قائلينَ هَلْ منْ محيصٍ أوْ عَلى إجراءِ التنقيبِ لِما فيهِ منْ مَعْنى التتبعِ والتفتيشِ مُجَرى القولِ أوْ هُوَ كلامٌ مستأنفٌ واردٌ لنفي أنْ يكونَ لَهُم محيصٌ وقيلَ : ضميرُ نقَّبُوا لإهلِ مكةَ أيْ سارُوا في مسايرِهم وأسفارِهم في بلادِ القرونِ فَهلْ رَأَوا لهُمْ محيصاً حَتَّى يُؤمِّلُوا مثَلُه لأنفسِهم ويعضدُهُ القراءةُ عَلى صيغةِ الأمِرَ وقُرِىءَ، فنقِّبُوا بكسرِ القافِ من النقَبِ وهُوَ أنْ ينتقبَ خفُّ البعيرِ أيْ أَكْثروا السيرَ حَتَّى نقِبتْ أقدامُهم أو أخفافُ إبلِهم.