المتفرقةُ إنَّ الله يأمركُنَّ أنْ تجتمعنَ لفصلِ القضاءِ وقيلَ : إسرافيلُ ينفخُ وجبريلْ يُنادِي بالحشرِ ﴿ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ ﴾ بحيث يصلُ نداؤُه إِلى الكُلِّ عَلى سواءٍ وقيلَ : من صخرةِ بيتِ المقدسِ وقيلَ : من تحتِ أقدامِهم وقيلَ من منابتِ شعورِهم يُسمَعُ منْ كُلِّ شعرةٍ ولعلَّ ذلكَ في الإعادةِ مثلُ كُنْ في البدءِ.
﴿ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصيحة ﴾
بدلٌ منْ يومَ يُنادِي الخ وهي النفخةُ الثانيةُ ﴿ بالحق ﴾ متعلقٌ بالصيحةِ والعاملُ في الظرفِ ما يدلُّ عليهِ قولُه تعالَى :﴿ ذَلِكَ يَوْمُ الخروج ﴾ أيْ يوم يسمعونَ الصيحةَ ملتبسةً بالحقِّ الذَّي هُوَ البعثُ بخرجونَ منَ القبورِ ﴿ إِنَّا نَحْنُ نُحْىِ وَنُمِيتُ ﴾ في الدُّنيا منْ غيرِ أنْ يشاركَنَا في ذلكَ أحدٌ ﴿ وَإِلَيْنَا المصير ﴾ للجزاءِ في الآخرةِ لا إِلى غيرِنا لا استقلالاً ولا اشتراكاً ﴿ يَوْمَ تَشَقَّقُ الأرض عَنْهُمْ ﴾ بحذفِ إحْدَى التاءينِ منْ تتشققُ وقُرِىءَ بتشديدِ الشينِ وتُشقَّقُ عَلى البناءِ للمفعولِ من التفعيلِ وَتنشقُ ﴿ سِرَاعاً ﴾ مسرعينَ ﴿ ذَلِكَ حَشْرٌ ﴾ بعث وجمعٌ وسوقٌ ﴿ عَلَيْنَا يَسِيرٌ ﴾ أيْ هينٌ وتقديمُ الجارِّ والمجرورِ لتخصيصِ اليُسْرِ بهِ تعالَى ﴿ نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ﴾ مِنْ نفْي البعثِ وتكذيبِ الآياتِ الناطقةِ بهِ وغيرِ ذلكَ مما لا خيرَ فيهِ ﴿ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ﴾ بمتسلطٍ تقسرهُم علَى الإيمانِ أو تفعلُ بهمُ ما تريدُ وإنما أنتَ مذكرٌ ﴿ فَذَكّرْ بالقرءان مَن يَخَافُ وَعِيدِ ﴾ وأما مَنْ عداهُم فنحنُ نفعلُ بهمُ ما توجبُهُ أقوالُهم وتستدعيهِ أعمالُهم من ألوانِ العقابِ وفنونِ العذابِ.
عنِ النبيِّ عليهِ الصلاةُ والسلامُ :" مَنْ قرأَ سورةَ ق هَوَّنَ الله عليهِ ثاراتِ الموتِ وسكراتِه ". أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٨ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon