أما القرآن المتهم عند أهل الكتاب، فقد تنزه عن هذا السياق جملة وتفصيلا! لأنه لم يقدر الله حق قدره...!! يقضى على المرء فى أيام محنته حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن! وتحدثت السورة عن فرعون وجيشه، وكيف استباحوا بنى إسرائيل " فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم وهو مليم" - ارتكب ما يلام عليه - لقد رمى فى البحر كما تلقى النواة، ما كلف القدر جهدا، وما بكت عليهم السموات والأرض.. وذكرت عاد التى كانت تتساءل: من أشد منا قوة؟ " وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم * ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم". لقد بادوا دون مقاومة.. وكذلك غيرهم من القرى الظالمة، إن الله بعث إليهم من يعرفهم به ويذكرهم بلقائه ويطالبهم بحقوقه، بيد أنهم عتوا واستكبروا فأبيدوا.. إن الله لا يحتاج إلى خلقه، إنه عنهم غنى، وعندما يكلفهم بعبادته، فما يكلفهم إلا شكر نعمته والشعور بعظمته والفقر إليه، فهل هذا تكليف معنت؟ " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون * ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون * إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ". على أن الكنود الذى يبديه الناس نحو ربهم لن يمردون مؤاخذة، سيلقون ما لقيه آباؤهم الأقدمون. " فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون". إنه عقاب واحد ومصير مشترك " فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون ". أ هـ ﴿نحو تفسير موضوعى صـ ٤١٠ ـ ٤١٢﴾